على لسان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أبدى النظام السوري استعداده للحوار مع المعارضة لكن "من دون شروط مسبقة"، وذلك على لسان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي. في حين صرح مسؤول أممي بأن الاقتراح الذي قدمه رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب للتفاوض مع النظام هو "أكبر الأمور المبشرة" التي ترددت عن سوريا مؤخرا، بينما تفاوتت تصريحات مسؤولين أميركيين بشأن الموقف من الأزمة. وقال الزعبي -في حديث للتلفزيون السوري الرسمي- "الباب مفتوح والطاولة موجودة، وأهلا وسهلا وبقلب مفتوح لأي سوري يريد أن يأتي إلينا ويناقشنا ويحاورنا". وأضاف أن النظام يقبل بحوار غير مشروط ولا يقصي أحدا، "أما أن يقول لي أحدهم أريد أن أحاورك في الموضوع الفلاني فقط أو أطلق النار عليك، فهذا ليس حوارا". الخطيب أمهل النظام إلى الأحد من أجل إطلاق النساء المعتقلات (الجزيرة) وكان الخطيب أعلن -في وقت سابق- استعداده المشروط "للجلوس مباشرة مع ممثلين للنظام" خارج سوريا من أجل إنهاء الأزمة في بلاده، ودعا إلى انتداب فاروق الشرع نائب الرئيس السوري للتحاور معه. ويوم الخميس الماضي، أمهل الخطيب النظام السوري إلى غاية يوم الأحد من أجل إطلاق المعتقلات في السجون قبل أن يلغي عرضه بالتفاوض، وقال -في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)- "إذا تأكدت أن ثمة امرأة واحدة (في السجن) في سوريا (الأحد)، فإنني أعتبر أن هذه المبادرة قد رفضها النظام. وهو يقفز ويرقص على جراح شعبنا وآلامه وتعذيب النساء". وتمنى الخطيب أن "يعقل النظام ولو مرة واحدة، ويشعر بأن هناك ضرورة لإنهاء معاناة الناس ويرحل"، وأضاف أن "الثورة ستستمر، ولكن سنبقي مجالا للتفاوض السياسي على رحيله". ولم يتطرق الزعبي في حديثه إلى موضوع المهلة التي قدمها الخطيب، لكنه تحدث عن استعداد النظام لمحاورة حتى "المجموعات المسلحة"، مشترطا أن يُرمى السلاح ويصبح خارج المعادلة. وفي سياق متصل، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان إن العرض الذي قدمه الخطيب هو "أكبر الأمور المبشرة التي سمعناها بشأن سوريا في الآونة الأخيرة". وأضاف -في حديثه للصحفيين- أنه في ضوء الأهوال التي يعانيها الشعب السوري فإنه يجب تجربة أي فرصة لانتهاج طريق سياسي بدلا من الطريق العسكري، مشيرا إلى أن الخطيب يمثل "جزءا كبيرا ومهما من المعارضة"، مما يعطي عرضه مزيدا من الأهمية. على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الجمعة إن واشنطن تفكر في الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء النزاع في سوريا الذي يتسبب في "الكثير من القتل"، كما وصف الوضع بأنه "غاية في التعقيد وغاية في الخطورة". وأضاف كيري أنه لم يكن على علم بالقرارات التي اتخذت قبل تولي منصبه، مؤكدا أنه يخطط للمضي قدما. وبشأن تسليح المعارضة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن المشكلة في سوريا ليست في نقص السلاح، ملمحا إلى أن الثوار يتلقون ما يكفي من الأسلحة عبر دول مجاورة، في حين يتلقى النظام دعما من إيران. وأوضح كارني أن الأولوية لدى لواشنطن هي ضمان عدم وقوع السلاح في أيدي من يمكن أن يهددوا أمن "الولاياتالمتحدة وسوريا أو إسرائيل". وجاء هذا الإعلان عشية تصريحات ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي بأن وزارة الدفاع "البنتاغون" تؤكد دعم البنتاغون فكرة تسليح المعارضة السورية، ففي جلسة للجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ سأل السناتور جون ماكين كلا المسؤوليْن عما إن كانا قد دعما توصيات لوزارة الخارجية الأميركية ووكالة الاستخبارات الأميركية بتوفير أسلحة للمعارضة السورية، فقال بانيتا "نؤيدها"، وثنى ديمبسي بعد وزير الدفاع قائلا "أيدناها".