الجمعية الثقافية التاريخية لولاية سكيكدة كرمت عائلته (عبد الرزاق بوحارة أعطى المعنى الحقيقي لشعار أول نوفمبر "من الشعب و إلى الشعب" ) شهادات حية قدمها مجاهدون و إطارات عسكرية و منهم اللواء عبد السلام بوشارب ، المجاهد صالح قوجيل ، و محمد الرايس حول خصال الراحل عبد الرزاق بوحارة ، بكى لها الجميع على فراق رجل عرف بالأمانة و الوفاء للوطن و لمبادئ حزب جبهة التحرير الوطني ، كان ذلك في وقفة تأبينية نظمتها الجمعية الثقافية و التاريخية أول نوفمبر 54 لولاية سكيكدة، أمس، تم فيها تكريم عائلته الكريمة شهد مقر دار الثقافة بولاية سكيكدة حضورا قويا لمجاهدين و إطارات عسكرية و قادة و أفلانيين من رفقاء المجاهد عبد الرزاق بوحارة و منهم الجنرال علي بوحجة ، الجنرال طلعة وليد، اللواء عبد السلام بوشارب، المجاهد عضو مجلس الأمة صالح قوجيل، و أعضاء آخرين، قدموا شهاداتهم الحية و التاريخية حول خصال الرجل و كفاءته في مختلف الميادين العسكرية و الحزبية، و كانت لوالي سكيكدة كلمة بهذه المناسبة، الذي ان الولاية التاريخية 20 أوت 55 أنجبت رجالا لا يمكن نسيانهم و منهم المرحوم عبد الرزاق بوحارة، و هو كما قال من أوائل الشباب المثقفين الذين قايدوا القلم بالبندقية بعد اشتعال فتيل الثورة، فكان ضابطا بارزا و مميزا في الجيش قبل أن يمثل الجزائر كدبلوماسي في الفيتنام، كما لم تثنيه أعباء المسؤولية عن كتابة تاريخ الثورة و الحفاظ على الذاكرة الجماعية. و استعرض رئيس الجمعية في كلمته التأبينية حياة عبد الرزاق بوحارة قبل انخراطه في الكشافة الإسلامية بالقل ثم التحاقه بالثورة التي كما قال جيشت شعوره للحرية محتقرا الشهادة العلمية و المنصب في ظل العبودية تحت قيود المحتل، حيث التحق بالجبل بمنطقة الأوراس عام 1955 و منه في القاعدة الشرقية قبل أن يلتحق بالأكاديمية العسكرية بالقاهرة، تخللت الكلمات الافتتاحية عرض شريط وثائقي حول مسيرة الرجل منذ التحاقه بالثورة إلى غاية تعيينه نائبا لا في مجلس الأمة في 2004 ، و شهادات لمجاهدين أمثال رابح عواد ، حداد محمد الصالح، مع عرض صور له مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، و قادة و مسؤولين كبار ، الشريط من فكرة و إشراف محمد بوتبان، إنتاج قصر الثقافة و الفنون سكيكدة، تركيب و إخراج أحسن مجرداوي. اللواء عبد السلام بوشارب: بوحارة رحل و تركنا على "عهد" وجب احترامه لم يتوقف اللواء عبد السلام بوشارب عن قول الشعر في شخصية الراحل عبد الرزاق بوحارة، و قد ذكر في كلمته بما رواه له رفيق بوحارة المجاهد حفصاوي الذي كان لا يفارقه و عاش وعه بنواحي خنشلة لمدة 06 شهور يكافح بجانبه و يناضل، و قد أثنى هذا الأخير على خصال الرجل و روحه، و قال اللواء عبد السلام بوشارب إن الجزائر قدمت ملايين من خيرة أبنائها، و من الوفاء اليوم أن نتذكر هؤلاء الخالدين الذين جسدوا الأحلام و حولوها إلى حقائق تراها العين و تلمسها اليد ، و وجه اللواء بوشارب عبد السلام الى مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني رسالة يذكرهم فيها بالعهد الذي قطعوه على الشهداء و وجوب احترامه. المجاهد صالح قوجيل: بوحارة أعطى المعنى الحقيقي لشعار أول نوفمبر "من الشعب و إلى الشعب" و من جهته قال المجاهد صالح قوجيل عضو مجلس الأمة عن الثلث الرئاسي : " عرفت رفيق النضال و الكفاح من مدة طويلة و لا يوجد من عاش معه أكثر مني و عرفته عن قرب فكان ألأخ و الصديق، و ذكر صالح قوجيل أنه في يوم من أيم الثورة و في معركة جبل مسلولة بالحدود الشرقية مع تونس كنا نتقاسم ألأفكار و المواقف و العمل السياسي، رغم المسؤوليات التي مارسها بوحارة خارج الجزائر كضابط في مصر و سفير بالفيتنام، ، كانت مرحلة صعبة جدا ، وقتها كانت العاصمة هواي محاصرة من طرف القوات الأمريكية، غير أن الراحل أضاف المجاهد صالح قوجيل مارس مسؤوليته في الحزب و في الإدارة كوزير، حيث كان دائما يرجع إلى حزب جبهة التحرير الوطني و التي كان يعتبرها بيته. و قال صالح قوجيل أن عبد الرزاق بوحارة ساهم بشكل كبير في دفع الجزائر نحو ألأمام و حافظ على استقرارها على كل الأصعدة و ناضل بأفكاره لصالح البلاد، و كان يعطي المعنى الحقيقي لشعار أول نوفمبر "من الشعب و إلى الشعب" ، مذكرا في سياق متصل أن تلك المواقف التي تبناها جيل الثورة من قادة الحزب في وقت عاشت فيه الجزائر جوا حزينا بوفاة الرئيس هواري بومدين عام 1978 ، لكنها مرت بسلام و استطاع الحزب أن يفوت تلك المرحلة الصعبة و يعقد المؤتمر الرابع، و التي أثارت إعجاب الدول، لأن الحزب حافظ على المؤسسات و مكانة الجزائر، و استطرد صالح قوجيل قائلا: " كنا على اتصال دائم، و لا أحد عاش مع بوحارة مثلما عشت أنا معه، حيث كان بالنسبة لي الأخ و الصديق و الرفيق، و كانت لقاءاتنا حيوية نتناقش كل الأشياء و نعلق على كل الحوادث و نحدد موقفنا من كل القضايا. المجاهد محمد الرايس: بوحارة كان متميزا بصدق القول و الكلمة كما أثنى المجاهد محمد الرايس على خصال الراحل عبد الرزاق بوحارة، موضحا أن بوحارة لم يكن بالرجل العادي،سواء في عمله العسكري أو الدبلوماسي أو السياسي، فبوحارة كما أضاف محمد الرايس كان يتميز بصدق القول و الكلمة و لا يخشى في الله لومة لائم، و هذه المواقف نادرة، و تكسب الإنسان أنصارا و أعداءً، لكن بوحارة اتفق حوله معارضوه و أصدقاؤه و هذا يكفيه.