النّشاط البيئي المحلّي أعلن عن انطلاقه والي الولاية يجري حاليا إجراء عملية إحصاء للمساحات الفارغة عبر بلديّاتها ال 42، وذلك قصد استغلالها من أجل تنمية البيئة داخل الحواضر الكبرى والقرى الدّاخلية على حدّ سواء. ولمواجهة خطر الوديان وفيضاناتها، خاصّة في المناطق السّفلى الغير صالحة للبناء، تقدّم بعض النّاشطين في مجال البيئة والمحيط بمدريسة ولاية تيارت بمخطط اقتراح إلى الجهات المعنية وعلى رأسها والي الولاية، من أجل بعث ثقافة المحيط من جديد، وكذا العمل على ضرورة تجديد الغطاء النّباتي لمنطقة الواد الّتي تمتدّ على طول المدينة من ناحيتها الشّرقية، حيث تسعى هذه الجمعيات إلى التّقرّب من مديرية البيئة بتيارت، مصالح الغابات، المجلس الشّعبي البلدي... ومراهنة على مواطنوا مدريسة رفع التّحدّي وجعل المنطقة المذكورة تستعيد جمالها كما كانت عليه من قبل. للعلم، أن منطقة الواد بمدريسة كانت عبارة عن متنزّه طبيعي يقصده ساكنة المدينة وتلامذة المدارس في ما مضى، خاصّة في موسمي الرّبيع والصّيف، من أجل الإستراحة تحت ظلال شجر الصّفصاف العالية التي يتوسّطها مجرى الواد، حدائق الفواكه المتنوّعة وروائح وروده الزّكية الّتي دامت لسبعة عقود كامل... قبل أن تتدهور به الأوضاع في المدّة الأخيرة وتتحوّل المنطقة كلّها إلى مفرغة عمومية تسبّب فيها ساكنة الأحياء المحاذية ومصالح البلدية طيلة العشرية الأخيرة. وحسب ما علمته الجريدة من مصادر إدارية رسمية، فإنّ مديرية البيئة والمحيط قد بادرت في وضع مخطط بيئي شامل، بناء على تعليمات الوالي، تكون مدريسة قد استفادت من هكتارين ومساحتين للّعب، كما أنّ مديرية الغابات تكون قد اختارت منطقة واد مدريسة من أجل إقامة مشتلة لها لوجود المياه على عمق مترين فقط. هذه المشاريع شجّعت جمعيات المجتمع المدني التي جدّدت مجالسها استعدادا للعب دور فعّال في المجال، واعدة بانجاز حزام أخضر حول المدينة، دون أن تنسى وجوب تجديد خميلة الصّنوبر التي ساءت أحوالها وحوّلها المجلسين السّابقين إلى منطقة إسمنتية غيّرت شكل المدينة السّابق. ومن جهته، ووفاء بوعوده، يعد رئيس البلدية الجديد العمل من أجل تسجيل المشاريع واقتراح أخرى تتضمّن إنشاء مساحة خضراء تمتدّ على طول الواد، لتّنزّه العائلات، اللّعب والتّرفيه وكذا إنشاء بعض المحلاّت بمقربة من البساط الأخضر تعتني بتلبية حاجيات قاصدي الواد، وتشجيعا للأسر الحرفية على مزاولة الصّناعة التّقليدية لتنمية النّشاط البيئي والنّشاط الاقتصادي معا، في إطار فكرة البرنامج الوطني للتّنمية الرّيفية المندمجة الّذي يشجّع هكذا مشروع واعد، من أجل استغلال الصّناعة التّقليدية والسّياحة المحلية لترقية المستوى المعيشي للفرد وأسرته وكذا النهوض بالمنطقة اجتماعيا واقتصاديّا. هذه المبادرة الّتي وصفت بالجميلة والهامة جدّا، تقتضي على نشر الوعي في أوساط قاطنيها وتحسيسهم بضرورة إنشاء المشروع وانجازه على أرض الواقع من جمعيتي البيئة النّاشطة بمدريسة ولجان الأحياء، إلى أخذ الدور التّحسيسي في أوساط التلاميذ في مختلف الأطوار وتفعيل مشاركة ساكنة الأحياء المحاذية للمنطقة الواد التي ستستقبل المشروع... داعين السّلطات الولائية ومديرية الغابات إلى مشاركتها في تجسيد المحيط الجديد، خاصة وأنّ أرضية الواد تعتبر غير صالحة للبناء، تحوي على مخزون كبير للمياه في ظلّ عودة الواد إلى جريانه بعد أن جفّ طيلة 30 عاما. ولتجسيد هذا الطّموح على أرضية الواقع، يبقى على المجلس الشّعبي البلدي الحالي الوفاء بوعوده وتوفير كلّ الإمكانيات الماديّة والمعنوية لدعم البيئيّين في انجاز حزام أخضر يحيط بالمدينة من جهاتها الشّمالية، الغربية والشّرقية، وكذا تشجيع كلّ الشّباب الرّاغب في تحقيق قفزة نوعية من النّشاط الاقتصادي والبيئي، على تفعيل مشاريعهم ومساعدتهم عند تقرّبهم من مؤسّسات تشغيل الشّباب والحرفيّين للاستفادة من القروض المختلفة والمحلاّت حسب تصريحات أصحاب المشروع المقترح الّذين دعوا الجريدة إلى مشاركتهم في الحملة التّطوّعية الّتي ينوون إطلاقها في الأيّام القليلة القادمة ومتنّين مساهمة والي الولاية في تحقيق طموحهم.