فيما صدر حديثا عن المجلس الإسلامي الأعلى صدر عن المجلس الإسلامي الأعلى مؤلف جديد بعنوان "قواعد وكليات في الثابت والمحذوف في القرآن الكريم" للشيخ محمد الطاهر التليلي 1910- 2003، من تقديم وإشراف الدكتور أبو القاسم سعد الله، الذي ألقى الضوء على سيرته وبالأخص الجانب الإجتماعي والإنساني من شخصيته، مع ذكر أهم مؤلفاته قبل أن يتم تحبيسها على طلبة الجامعة الإسلامية بقسنطينة. ذكر المؤرخ "أبو القاسم سعد الله" في مستهل الكتاب، علاقة القرابة والصداقة الوطيدة التي كانت تربطه بالشيخ التليلي، من أهمها أنه كان من بين المشجعين لذهابه إلى جامع الزيتونة، إضافة إلى كونه مرجعه في تصحيح بعض المعلومات الواردة في المخطوطات كرحلة ابن حمادوش، تاريخ العدواني وحكاية العشاق. موضحا كيف باءت محاولته بالفشل في نشر كتابه "الثابت والمحذوف في القرآن الكريم" خلال تواجده كأستاذ في المشرق بجامعة آل البيت الأردنية، بسبب أن أهل المشرق يقرأون بروايات أخرى غير ورش. إلى غاية عودته إلى الديار في سنة 2002، أين وجد الشيخ التليلي في حالة صحية متدهورة منكبا على تنقيح الكتاب. عرج أبو القاسم إلى ذكر شخصية ومسيرة الشيخ قائلا: " من الصعب وصف ثقافة الشيخ التليلي وصفا دقيقا، فهو من حيث المسار التعليمي مؤدب صبيان، وعالم زيتوني، وفقيه عامة، فليس مؤهلا للخوض في السياسة ولا في احوال الإدارة ولا في شؤون الناس".مذكرا ببعض مؤلفاته مثل معجم الكلمات العامية الدارجة بالصحراء الجزائرية، ديوان الدموع السوداء، المسائل الفقهية، خلاصات تاريخية خاصة بسوف، وأخرى لايسع المقام لذكرها. أما كلمة المراجع ''أبو زكريا عمر'' فلقد تحدث عن ثقل مسؤولياته التي دامت أشهرا كاملة، من خلال مراجعة أهل الإختصاص للتأكد من كثير الكلمات الموجودة في النسخة المخطوطة والمرقونة في المطبعة. في حين، أرجع مؤلف الكتاب الشيخ "التليلي" خوضه في تأليف هذا الكتاب، إلى شوق طلبة القرآن الكريم إلى معرفة علم رسم المصحف وضبطه، من خلال التطرق لمسألة الثابت والمحذوف في القرآن الكريم، محاولا حصر ذلك في قواعد أو كليات أغلبية، وفي بعض الأوزان المنتظمة والغير المنتظمة، متبوعة بتعليل الشذوذ في بعضها. موضحا في تقديمه للكتاب معنى الرسم الإصطلاحي القياسي والتوفيقي والمراجع التي اعتمدها، وفي التفاتة تدل على تواضعه، قال التليلي رحمة الله عليه:'' لم أدع ولا أدعي أنني استوعبت كل ماجاء في القرآن الكريم من ثابت ومحذوف، وانما التقطت طائفة من الثابت وطائفة من المحذوف مما وجد في القرآن الكريم فأثببتها في هذه الرسالة كنماذج يستعين بها القارئ لدى تحصيله من هذا العلم". تناول الكتاب الذي جاء في 280 صفحة من القطع المتوسط، ثلاثة أقسام هي كالأتي قسم الثابت، المحذوف، والشواذ، ضف اليها خاتمة في توجيه بعض الكلمات المحذوفة. تعرض الكتاب في حديثه عن قسم الثابت عبر مختلف أبوابه وفصوله، إلى قواعده وكلياته العامة، مقرونة بأمثلة من السور القرآني. فيما شمل قسم المحذوف، نفس ما شمله الثابت، من سرد القواعد والأمثلة مع ذكر الأوزان غير المنتظمة وكلياته العامة للألف المحذوفة، وفي الكلمات المحذوفة من كل سورة. أما القسم الأخير المعنون بقسم الشواذ، فلقد تطرق ما خرج عن قاعدة أوكلية، أو عن نظائره. وعليه، يبقى الكتاب "قواعد وكليات في الثابت والمحذوف في القرآن الكريم" إضافة نوعية للمكتبة الجزائرية، لما ضمه من تبسيط لمادة (الثابت والمحذوف) لطلبة القرآن للرقي بهم في سلم الثقافة القرآنية العامة، حتى يسهل عليهم التفقه في بعض الأصول.