كثفت قوات الجيش المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب من عمليات التمشيط على مستوى منطقة "تيمزريت" وصولا إلى منطقة "شعبة العامر" جنوب شرق ولاية بومرداس، بعد وصول معلومات تفيد أن جماعة إرهابية تتردد على المنطقة بحثا عن المؤونة الغذائية التي لا يستطيع بعض من قاطنيها إلا تأمينها للإرهابيين الذين يستعملون العنف لإجبار المعنيين على ضرورة دفعها. وحسب بعض المصادر فإن الجماعة الإرهابية التي تنشط بالمنطقة، والمتمثلة فيما يسمى "سرية الشام" لأميرها "جعدي جمال"، قد عادت إلى المنطقة الحدودية بين تيزي وزو وبومرداس إضافة إلى البويرة على مستوى منطقتي "شعبة العامر" و"تيمزريت" حيث تجرأت الجماعات الإرهابية المنضوية تحت لواء مايسمى "كتيبة الأنصار" والتي فاق عددها 25 إرهابيا، على الدخول في اشتباك مسلح مع عناصر من الشرطة القضائية، وأودت بحياة 08 أشخاص، و مدت فيه مصالح الأمن على غلق المنافذ المحتمل الفرار منها مخافة أن يكون الأمر متعلقا بجماعة كبيرة لجأت إلى المنطقة للتحضير لعمليات إرهابية،تزامنا مع قدوم شهر رمضان الفضيل الذي يتعمد فيه قادة الإرهاب على تصعيد نشاطهم الدموي. للإشارة، فإن "كتيبة الفاروق" التي كانت تنشط بالمنطقة، تعد من أقوى الكتائب بعد "الأنصار"، وامتد نشاطها من مناطق "عمّال، بني عمران وشعبة العامر" إلى حدود مناطق الأخضرية، ونسبت إليها العديد من عمليات القتل والاغتيال والاختطاف على مستوى المناطق النشطة فيها خلال عدة سنوات، ليتوقف نشاطها بعد العملية الناجحة لمصالح الأمن التي تمكّنت من القضاء على أميرها الذي تزعمها لسنوات عديدة، وهو "عبد الرحمن بوزڤزة" المدعو "أبو أسرة" بتاريخ 28 جانفي 2008 قبل يوم من العملية الإنتحارية التي استهدفت مقر الشرطة القضائية بالثنية، وهذا بمنطقة "واد جنان" ببلدية بني عمران. وأفادت مصادر على صلة بالملف الأمني ببومرداس، أن العناصر الإرهابية المتبقية من هذه الكتيبة عمدت إلى انتهاج سياسة الاحتواء في إطار "سرية الشام"، التي كانت سابقا محصورة بجبال "أقونيزكر" ببلدية "شعبة العامر" بزعامة "دلسي عيسى" المكنى "أبو هشام"، إلا أن المرض الخطير الذي ألم بهذا الأخير وألزمه الفراش بمعاقله، فضلا عن تقدمه في السن حسب ما أفاد به تائبون لمصالح الأمن جعله يتنازل عن الإمارة، خاصة بعد التحاق عناصر "الفاروق" والعناصر الإرهابية المتبقية من "سرية المريخ" التي كانت أقوى السرايا بمناطق"الزبربر، الأخضرية والقادرية"، قبل القضاء على أميرها "أبو العباس" في شهر ماي 2007، وهذا لصالح "جعدي جمال" المكنى "يونس أبو طلحة" المنحدر من منطقة القادرية بالبويرة الذي تمت مبايعته مؤخراً لإمارة "سرية الشام".