بعض من المسؤولين عندنا، وبخاصة المسؤولين المحليين، لا يقومون بواجبهم إلا بعد الضربات الترجيحية وانتهاء المباراة، كما فعل والي تلسمان حين أشهر سيفه بعد مجزرة "الحلابة"، رغم أن المواطنين في تلمسان ناشدوه كذا مرة بالتدخل لوضع حد "للمقاتلات" الممثلة في شاحنات التهريب، إلا أنه لم يأبه بالأمر. وحين خرج الناس ساخطين على ما أحدثته شاحنة تهريب التي سحقت حافلة بمن فيها، قام الوالي بالواجب كاملا، ولكن بعد خراب بغداد، ومع الأسف هذه النوعية من المسؤولين منتشرة في كل دواليب المسؤولية، والمشكلة أن لهم اعتقادا خالصا أن الدولة شرّفتهم بالمنصب ولم تكلّفهم، وبالتالي "راهم دايرين في الشعب مزية"، وعليه هم ليسوا مطالبين بفعل شيء ويكفيهم منصبهم "الشرفي"، لأنه في عرفهم المسؤولية تشريف وليست تكليف. ما حدث في تلمسان حدث في دوائر وولايات كثيرة، حيث لا يتحرك المسؤولون إلا بعد قطع الطرق وحرق الممتلكات، واستدعاء قوات مكافحة الشغب ليخرج المسؤول عن الدائرة أو البلدية، أو حتى الوالي، مناشدا الناس بالهدوء وأن المشاكل تحل بالحوار، رغم أن الناس كانت تقصد مكاتب هؤلاء المسؤولين قصد الحوار وحل المشاكل قبل أن تتفاقم، لكن يردون على أعقابهم في مدخل المصلحة أو من مكتب الديوان، بحجة أن الوالي أو المير أو رئيس الدائرة له التزامات أخرى. وإن كان لهؤلاء التزامات غير التزامات المواطنين، فعليهم أن يوضحوها أمام الناس، لأن التزاماتهم الحقيقية أمام المواطنين، وليس أمام "مدام دليلة" التي تستقبل بالورود ولها في كل شارع حكاية زائد سكن. ورغم كل ما يحدث، ستستمر عقلية حل المشاكل بعدما تحل الكارثة، ليخرج علينا الذين "خلاوها ليقولوا خلات". هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته