مع دخول الشهر الفضيل في كل سنة تدخل معه الكثير من التعديلات التي تمس نواحي عدة من الحياة والتي من بينها التغيرات التي تمس توقيت العمل، وتعتبر المرونة أمرا طبيعيا تتسم به الحياة اليومية وتأخذه بعين الإعتبار جل المؤسسات بيد أن المستفيد الأكبر من هذه المرونة هو المرأة العاملة سواء في القطاع العمومي أو الخاص، باعتبار هذه الفئة من المجتمع تواجه تحديات جمة عند عودتها على رأسها تحضير الفطور وتربية الأبناء .. وغيرها من الوجبات المنزلية التي تنتظرها ما يجعلها تسطر برنامجا خاصا بشهر رمضان الفضيل وتتحايل بعض الشيء في تطبيقه حتى تربح الجميع، رب العمل الزوج والأسرة "الأمة العربية "اقتربت من بعض النساء العاملات ودردشت معهن فيما يخص تمضية أوقاتهن في العمل، خاصة اللواتي حرمن من العطلة في هذا الشهر، فالسيدة" هند. ب"هي سيدة متزوجة وأم لأربعة أولاد تعمل موظفة بالقطاع العمومي حيث حدثتنا عن الطريقة التي تقوم من خلالها بتحضير طبق "الشربة " الذي قالت بأنها تحضر القدر بكامل مستلزماته في السهرة الليلية، مما يسهل عليها طهيها في الوقت المناسب، كما تعمل على تحضير حشو البوراك بكميات كبيرة وتلف أوراق الديول التي تلزمها لمدة أسبوع، وبعدها تضعها في علبة خاصة وتحفظها داخل الثلاجة. كما تقوم بإعداد الطبق الثاني الذي تريد تحضيره في اليوم الموالى وبذلك تخفف على نفسها عناء التعب وتوفير بعض الدقائق. وتضيف "هند" قائلة إنها تعتمد اتباع برنامج معين ابتداء من اليوم الأول حيث يصعب التحكم في زمام الأمور، ولأن المرأة هي التي يقع دائما على عاتقها كل شغل البيت، تبقى الوحيدة التي تتكلف بأمور البيت ومسؤولية تحضير مائدة الإفطار، لذلك تسعى إلى خلق برنامج خاص لها تكيف نفسها حسبه، أما السيدة "حسيبة " التي تعمل عند أحد الناشرين التي تعمل طيلة أيام السنة حتى الساعة الرابعة أما في شهر رمضان فإن فترة دوامها تنتهي على الساعة الثالثة،كما أنها لم تخف أنها تخرج قبل الوقت في الكثير من الأحيان تجنبا للزحام الذي يمكن أن يقع أثناء عودتها إلى البيت وكل هذا يتم في الخفاء دون علم المالك، وحتى تجنب نفسها الوقوع في الإحراج مع زوجها تقوم في كل ليلة بتحضير كل أطباق مائدة الإفطار ليومها الموالي لتكتفي أثناء وصولها من العمل بتحضير السلطة وقلي البوراك فقط، وتخصص الجمعة والسبت لتحضر خبز الدار وبعض العجائن التي تستخدمها في باقي أيام الأسبوع، هؤلاء هن سيدات يعتبرن كعينة بسيطة لنساء عاملات رفعن التحدي وأبين إلا أن يقفن إلى جانب أزواجهم في سبيل تحصيل لقمة العيش .