مايزال انسحاب الوفد المغربي من احتفالات الفاتح سبتمبر يلقي بظلاله على وسائل الإعلام المغربية محاولة استغلال أي فرصة كعادتها وتوجيه اتهامات مجانية للجزائر، ففي رد فعل آخر اتهمت المغرب كلا من ليبيا والجزائر أنهما وراء اشراك وفد البوليزاريو في احتفالات الذكرى ال 40 لوصول معمر القذافي للحكم واستغلت وسائل إعلام مغربية تصريحات أحد الجزائريين الفارين في الخارج لوكالة "قدس برس"، والذي اتهم فيها الجزائر وليبيا مصرحا:"بأن حضور زعيم جبهة البوليزاريو رسالة ليبية جزائرية واضحة فحواها أن الخلاف الجزائري مع المغرب لا بد أن يستمر، وأن التوتر في المنطقة لا بد أن يتعمق ويستمر"، لتبني عليها فرضياتها البائسة وتقحم الجزائر، في شأن أقل ما يقال عنه أنه يخص ليبيا، والظاهر أن المغرب بدأ يدخل مرحلة اليأس من قضية يخسر فيها كل يوم التأييد الدولي ويزيد الاعتراف بحق الشعب الصحراوي الشقيق في تقرير مصيره، ورغم أنه لم تمر سوى أيام قلائل على تهليل المغرب لما اعتقدوه أنها وساطة أمريكية بينه وبين الجزائر، والمطالبة بفتح الحدود بين البلدين لينتكص اليوم المغرب على عقبيه ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر باتهام موجه للجزائر، مصدره معارض جزائري في الخارج، وكأن المعارضة في الخارج ستقف مع الجزائر ، وأبسط شيء كان على المغرب أن لا يتسرع في إلقاء تهم مجانية دون التحقق منها، لكن نظام المخزن جبل على التسرع في كيل الاتهامات المجانية للجزائر، دون التأكد من فحواها ، ولعل أبرز اتهام هو ذلك الذي كان في سنة 1994 حين اتهم المغرب النظام الجزائري، بضلوعه في أعمال إرهابية داخل المغرب،أدت إلى غلق الحدود بين البلدين لينكشف الأمر بعد تحقيق مغربي أن القضية دبرت من داخل المغرب، ليجد المغرب نفسه اليوم أمام واقع مطالبة فتح الحدود الذي يصر عليها ويلح دون تقديم اعتذار رسمي، ولعل مثل هذه الاتهامات المجانية والانقلاب على الآراء الذي يتميز بها المغرب هي التي جعلت السلطات الجزائرية تطلب ضمانات لفتح الحدود وعدم التعجيل بذلك . ويذكر أن وفد المملكة المغربية انسحب من احتفالات الفاتح سبتمبر التي أقيمت في ليبيا بمناسبة مرور 40 سنة على وصول القذافي إلى سدة الحكم ، وأوقفت نشاط وفودها احتجاجا على مشاركة الرئيس الصحراوي في هذه الاحتفالات