قضت محكمة الجنح بسيدي امحمد، أمس، بتسليط عقوبة ثلاث سنوات حبسا نافذا في حق ستة متهمين في قضية سرقة سيارة مغنية "اللايف" المعتزلة راضية عدة، وعلى رأس المدانين زوج المغنية القضية "م.كمال"، فيما تم تبرئة كل من ابن أخت الضحية "ح.السعيد"، والبطل الأولمبي في السباحة محرز مبارك الذي اتهمته المغنية في جلسة المحاكمة صراحة، من بين ثلاثة تم تبرئتهم. وقد أدين المتهمون عن جنح تكوين جمعية أشرار، التزوير واستعمال المزور، السرقة باستعمال مفاتيح، والتصريح الكاذب. كما قضت المحكمة أيضا، بإرجاع سيارة راضية عدة المحجوزة وتعويض المدانين لها بالتضامن فيما بينهم عن الأضرار اللاحقة بها. يذكر أن الكل أثناء جلسة محاكمتهم أنكروا كل التهم الموجهة إليهم، وتمسكوا بتصريحاتهم السابقة، وعند سماع المتهم الموقوف، هو المتهم الرئيسي في القضية، المدعو "ح.مخلوف" الذي تبين من خلال من مرت عليهم السيارة التي بيعت عدة مرات، أنه أول من باع السيارة بعد سرقتها، وكان آخر من وجدت عنده هو المتهم "م.زكي"، وقد كانت مزورة الوثائق ولوح الترقيم، إلا أن مخلوف ادّعى أنه اشتراها عن أحدهم يدعى "ب.عمر" الذي لازال في حالة فرار، والذي قضت المحكمة أمس بإدانته واثنين آخرين تغيبا عن الجلسة، مع إصدار أمر بالقبض ضدهما. القاضي استمع أيضا إلى زوج المغنية، الذي لم يتحدث كثيرا واكتفى بالقول إن لا علاقة له بالسرقة ولا يمكن أن يقدم على شيء كهذا، إلا أن القاضي سأله عن السبب الذي هو من أجله في السجن، فقال إنه متورط في قضية أخرى، وواصل القاضي مستفسرا عن نوع التهمة، فردّ المتهم أنه مدان بالمشاركة في السرقة، ثم تحوّل القاضي إلى الضحية التي سردت تصريحاتها السابقة، مع التأكيد على اتهامها الصريح للبطل الأولمبي في السباحة محرز مبارك، الذي اشترت عنه السيارة التي كان قد اشتراها من أول مالك لها، لكنه حسب تصريحاته يوم المحكامة لم يكن وقت باعها السيارة قد وثّق البيع مع مالكها بعد. وأضاف البطل الأولمبي في الدفاع عن نفسه، أنه كان حاضرا عملية بيع السيارة لراضية عدة، لكن القاضي تساءل لماذا لا يوجد اسم محرز مبارك على محضر التوثيق، فرد السباح المتهم، أن المحضر قام بتعويض اسمه في محضر البيع المبرم بينه وبين المالك الأول للسيارة، باسم المغنية فقط، لذلك لم يرد اسمه، فقد انتقل البيع إليها مباشرة: "وهذا مأخوذ به في مثل هذه الحالات". وأكد مبارك لهيئة المحكمة أنه برئ من التهم المتابع من أجلها، وأنه يقضي معظم وقته في التربصات التي يجريها في الخارج. وكان السباح قد صرح ل "الأمة العربية" من قبل أنه يجري هذه التربصات تحضيرا لعدة منافسات دولية، من بينها أولمبياد 2012. دفاع راضية عدة، وأيضا دفاع زوجها، حاولا تبرئه هذا الأخير، مشيرين إلى أن الادعاء بأن المفاتيح لا يمكن تزويرها، مردود على دفاع محرز مبارك، وأضاف دفاع المغنية أن المفتاح المحجوز مصطنع وليس الأصلي الذي ضاع من المغنية، واُعتقِد أن ابن أخت المغنية أو زوجها هو من سرق المفتاح الذي استعمل في السرقة. أما دفاع محرز مبارك، فقد أكد أن موكله لا علاقة له بالقضية، مشيرا إلى أن لا سمعته كبطل أولمبي حائز على عدة ذهبيات للجزائر، ولا اسمه، يسمحان له بارتكاب جرم كهذا. وفي الأخير، التمس تبرئة موكله من التهم المتابع من أجلها، وهو نفس التماس دفاع باقي المتهمين الذين أنكروا كلهم المنسوب إليهم من جرائم. يذكر أن دفاع راضية عدة، ثم دفاع زوجها، تقدما إلى المحكمة بالتنازل الذي سبق وأن قدمته المغنية لقاضي التحقيق عن الشكوى ضد كل من ابن أختها الذي قال دفاعها رغم كل شيء، يبقى ابن أختها ولا ترضى بسجنه، وأيضا بخصوص زوجها، لكن الحكم الذي نزل كالصاعقة على المغنية راضية عدة، جعلها تبدو وكأنها شلت وهي تسمع بأن زوجها أدين، وقد بقيت تهيم طويلا في أرجاء المحكمة وهي تمسك بيد ابنها الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات.