تمكنت "الأمة العربية" خلال العشرين يوما من شهر رمضان المعظم، من الجلوس على مائدة إفطار بسطاء لم تمنعهم بساطتهم وقلة مدخولهم من تنويع المائدة والتي كانت عائلة علي بوجمعة، أول من زارتها "الأمة العربية" في اليوم الثالث من شهر الغفران الذي يسكن بديار السعادة المدنية برفقة زوجته العاملة بإحدى الشركات العمومية، من تحضير مائدة بها مأكولات ذات ذوق رمضاني مميز، رغم أزمة السكن التي يعيشانها منذ أكثر من 10 سنوات. قبل أذان الإفطار كانت الشربة والبوراك سيد المأكولات، رافقتها طاجين من المتوم، إضافة إلى السلاطة بالحار والمشروبات. السيدة بوحمعة أكملت فرحة "الأمة العربية" بفاكهة وقهوة بوخاري. ونحن نغادر دار الضيافة بديار السعادة، لم تبخل علينا السيدة أميرة حرم السيد علي بفطور السحور، فملأت قفة صغيرة بكمية من الشربة والمتوم. بعد يومين من زيارة هذه العائلة، زارت "الأمة العربية" عائلة عماري ببلدية بوڤعة التي استقبلتنا الوالدة بكل حفاوة. كان السيد سمير الذي "غلبه رمضان" في ذلك اليوم، قد أحضر كل مستلزمات الإفطار. ورغم أن زيارتنا كانت شبه مفاجئة، إلا أن ربات عائلة عماري تمكن من تنويع مأكولات المائدة التي كانت تحتوي على الشوربة، ولكن لديها الحريرة الوهرانية. لم يقتصر فطورنا على هذه الأكلة الشعبية المعروفة لدى أغلب عائلات العاصمة وظواحيها، بل تذوقنا مأكولات البوراك وطاجين البطاطا المسلوقة بلحم الدجاج، ولم تبخل علينا عائلة عماري بالمشروبات والزلابية والشامية. المأدبة الرمضانية حضرها أقارب العائلة، كانت بمثابة حفلة أخوية جمعت الصحافة بالمواطنين البسطاء. وبعد يوم من هذه العرضة الشيقة، كانت وجهة "الأمة العربية" أحد المقاهي القريبة من دار الصحافة. مقهى نعرف أصحابه قبل حلول شهر رمضان، هؤلاء بعد "العرضة" التي تقدموا بها ل "الأمة العربية"، حضرت هذه الأخيرة مائدة ما نعتبرهم نحن بالرجال الفحولة، شباب قدموا من ولاية سطيف وميلة وجيجل لكي يكسبوا أرزاقهم بالحلال. بعد الآذان وبعد بسم الله، تذوقنا الشربة البسيطة التي جاءت مدفوقة ب "الفريت أوملات"، كانت سعادتنا كبيرة ونحن نتقاسم رغيف خبز رمضان مع بسطاء لم يكونوا يتوقعون أن يصوموا شهر رمضان بعيدا عن الديار. عائلة أخرى كانت لنا زيارة لها بعد أن تفقدنا مكان إقامة أحد أبنائها بملجأ يقرب من ملعب بني مسوس، هذا المواطن الدي توفيت زوجته جراء إهمال سلطات بلدية بني مسوس بعد إجراء تحقيقنا بخصوص العائلات الست الذي ستنشره "الأمة العربية" في الأيام القادمة. ونحن نقطع مسافة ببني مسوس والمدنية، انطلق آذان الإفطار، كان لنا الحظ للإفطار ونحن في مهمة. وبعد وصولنا إلى مسكن العائلة المنكوبة بالمدنية، وجدنا والدة الضحية برفقة ابنيها الاثنين قد أفطروا. ورغم أن العزومة كانت غير مبرمجة، فوجدنا المائدة غنية بالمأكولات، كالبوراك والشروبة القبائلية، بالإضافة إلى أكلة "الشتيطحة اسكلوب". في هذا التحقيق، لم تنس "الأمة العربية" مائدة أحد صحفييها المقيم بدار الصحافة، هذه الأخيرة لم تكن مائدة أكثر غنا من موائد البسطاء التى زارتهم. مائدة تحتوي بعض المشروبات والزلابية والشامية. أضف إلى دلك، جبن الكاموبار. أما الشوربة والبوراك وطجين الحلو، فكان لأحد السكان المقيم بأحياء بلكور شرف إحضار الشوربة والبوراك وطبق الشكشوكة. وطيلة باقي أيام رمضان، كان لمقهى السطايفية التحية هؤلاء لم يبخلوا علينا طيلة هذه الأيام بالشوربة وأطباق أخرى.