عاشت أمس دار الصحافة طاهر جاووت بالعاصمة، جوا من الحزن والأسى على إثر فقدان الأسرة الإعلامية لإثنين من نخبتها كانا قدوة في المهنية والاحترافية، مجموعة من الصور عرضت للمرحومين، بعدسة المصور احميدة غزال التي التقطها في العديد من المناسبات كانت حاضرة، كسيرته الخالدة وهو يحمل على رأسه خوذة العسكري، وعدسته موجهة إلى الهدف الذي يعتبر من بين آلاف الأهداف التي أنجزها في مجال التصوير الصّحفي، بداية من عام 1975 حيث اشتغل في كثير من الجرائد الوطنية، عمومية منها وخاصة ك"المنتخب "،"الوحدة"و "الشعب"و" الخبر "، آخرها كانت جريدة "الشروق"، التي كان يتمنى حضور حفل عيد ميلادها. إلا أن الموت فاجأه عن تجربة تفوق أكثر من 34 سنة، في هذا السياق أجمع كل من عمل معه على أنه كان يحب عمله إلى درجة لا يمكن تصورها، الصورة بالنسبة له كالماء لم يتخلّ عنها في أي يوم من الأيام ،"مليكة تقليت" مصورة جريدة" الوطن" كشفت بأن المرحوم "أحميدة غزال" يعتبر من بين أحسن المصورين الصحفيين، على المستوى الوطني وفقدانه خسارة لاتعوض، من جهته المصور "بلال زواوي" الغني عن التعريف والذي كشف ل"الأمة العربية"، بأن المرحوم غزال الذي كان بالفعل غزالا، يتحكم في الصورة والمعلومة معا، كان لا يرفض أي مهمة تسند إليه ،كما أضاف أنه بفقدان احميدة تكون الساحة الإعلامية قد فقدت خيرة المصورين الصحفيين، والذي حسبه كان خلال سنوات التسعينيات أهم مصدر للمعلومة الأمنية بحكم قربه من المواطنين، حيث كان ينقل الخبر الأمني إلى قاعة التّحرير فجأة نجده قد سبقنا إلى مكان الحادث وهي ميزة قل ما تتوفر حسبه في أمثال غزال الذي غادرنا وهو أسد في الصورة والأخلاق والاحترافية ، إبنه عبد الحليم البالغ من العمر12 سنة كان حاضرا حاملا معه عدسة إلكترونية يلتقط صورا بباقات الورود التي أهديت لروح الفقيد، وببراءة أجابنا عن سؤوال بسيط، إن كا ن يحلم بأن يكون مصورا ؟، فأجاب بنعم، وتمنى أن يكون خليفة والده احميدة الذي هو صورة حية في التضحية والمغامرة.