الطفولة، عالم فريد يحفر في شخصية الإنسان بصماته الخاصة، وللطفولة قصصها الحلوة والمرّة والمضحكة خصوصاً، التي تبقى عالقة في الذاكرة ومحفوظة في الركن الأحب إلى قلب صاحبها، فنانون مشاهير فتحوا لنا "صندوق الطفولة" المليء بألف قصة وقصة، وغاصوا في أعماقه، فانتشلوا كلّ بدوره أطرف قصة حصلت معه، تابعوا.. نانسي عجرم حادثة الولادة التي أحرجت أمي أخبرتني أمي أنها كانت تود أن تقول لي إنها مريضة، وليست حبلى عام 1987، كنت في الثالثة من عمري، وكانت أمي على وشك الولادة، وللمصادفة كانت عندنا قطّة حامل أيضاً، وقد أنجبت خمس قطط، وفي اليوم الذي شعرت فيه أمي بآلام الولادة، وكانت تقف مع أبي أمام المنزل استعداداً للذهاب إلى المستشفى، سألتها "إلى أين؟"، فقالت: "ذاهبة لأحضر لك أخاك..."، فقلت لها: "وإلى أين ستذهبين لإحضاره؟"، قالت "إلى المستشفى". فأجبتها: "لماذا؟! قطّتنا أنجبت هنا على السرير، فلمَ لا تنجبين أخي هنا على السرير مثلها؟ ما زلت أذكر هذه الحادثة التي تقول أمي إنها أحرجتها كثيراً يومها، وقد أخبرتني أنها كانت تود أن تقول لي إنها مريضة، وليست حبلى لتتفادى هذا الموقف المحرج. طوني خليفة من أبكم إلى مذيع ستفاجؤون بالحادثة التي حصلت معي، والتي سأرويها للمرة الأولى، فقد كنت عاجزاً عن الكلام منذ سنّ الثالثة وحتى السابعة، وكنت أضطر إلى أن أُمسك فمي بيدي لأتمكن من النطق! وحتى الآن، إذا أسرعت في الكلام أتلعثم، أما سبب ذلك فهو أنني كنت في البيت، وفجأة دخل عليّ كلب ضخم، فأُصبتُ بالصدمة وعجزت عن النطق، وكنت طوال تلك الفترة أي منذ سنّ الثالثة وحتى السابعة أسمع الناس يقولون عني: "حرام هالصبي، ما راح يحكي"، وإذ بي أصبح مذيعاً واليوم ما من أحد قادر أن يسكتني -يضحك-، تصوروا أنني كنت أُتأتئ مدّة أربع سنوات، لكن هذه الحادثة لم تجعلني "أتعقّد" أو أخاف من الكلاب، بل على العكس حاولت أن أخضع للعلاج، لكن الطبيب قال لأمي بأن وضعي سيتحسّن تدريجاً من تلقاء نفسه. ميريام فارس القبقاب أرحم من الكذب كنت في السابعة من عمري تقريباً، وكنت ألعب مع أختي رولا وإذ بها ترميني ب "قبقاب" على سبيل المزاح فيُصيب رأسي لجهة الجبين فيتورّم كثيراً، وطبعاً هي أحست بالذنب، وعندما عاد أبي إلى المنزل مساءً فوجئ لرؤيتي على هذا الحال، وسألني عمّا حصل، فقلت له لأحمي رولا: "لا شيء، كنت ألعب مرتديةً جوارب لاصقة فانزلقت رجلي ووقعت فارتطم رأسي بحافة الباب"، فما كان منه إلا أن قال: "تعيشي وتاخذين غيرها"، وأدار ظهره ومشى، ألا يكفيني أنني أتستّر على أختي حتى يقول لي: "تعيشي وتاكلي غيره"؟! (تضحك)، شعرت بأنني مظلومة، ولن أنسى تلك الحادثة أبداً، ولا الألم الذي أحسست به، ألم القبقاب وألم الظلم. أحمد الفيشاوي لم أكتشف الحقيقة إلاّ عندما كبرت أذكر عندما أخذني أهلي إلى اليونان، وكنت في الرابعة من عمري تقريباً، وكانت مناسبة عيد ميلادي، وصودف في اليوم نفسه قيام مهرجان كبير في اليونان يُحتفل به في الشوارع والطرقات، فكان ثمة لاعبو سيرك وآخرون يرتدون الشخصيات الكرتونية والرسوم المتحركة، بالإضافة إلى الموسيقى والرقص الصاخب والبالونات... عندما استيقظت من نومي، قال لي أهلي: "هيا بنا كي نذهب للاحتفال بعيد ميلادك"، فنزلنا إلى الشارع حيث رأيت كل هذه الاحتفالات الصاخبة، فقال لي أهلي: هذا هو حفل عيد ميلادك، (يضحك) فوجدت أن البلد بأكمله يحتفل بعيد ميلادي، ولم أكتشف الحقيقة إلاّ عندما كبرت وعرفت بنفسي حقيقة الأمر. ڤيڤيان أنطونيوس أمي ليست في المنزل... لكن القصّة التي حصلت معي في طفولتي وأنا في الثامنة من عمري علّمتني درساً كبيراً، فقد كنت أكذب ككل الأطفال، وفي فترة الأعياد حيث من المعتاد أن يأتي الخوري "ليرشّ" المنزل حضر وكانت أمي في المطبخ، وبما أنني لا أحب هذا الخوري، قلت له إن أمي ليست في المنزل، فدخل هو "ليرشّ" المنزل، وأسرعتُ أنا إلى أمي في المطبخ، وبينما كنت أخبرها بما قلته له وأقوم بإغلاق الباب، إذ به يفتحه ويرى أمي، ومنذ تلك الحادثة، تعلّمت ألا أكذب أبداً. المضحك فيما حدث هو أنني كنت أدفع بالباب لإغلاقه من جهة وهو يدفع به لفتحه من الجهة الأخرى، فكان مشهداً كوميدياً، وعندما فتحه ورأى أمي، ما كان منّي إلا أن التفتّ إليها وقلت لها "آه أنتِ هنا؟! لم أنتبه لوجودك!"، مع أنني كنت معها طوال الوقت. فادي رعيدي الكلب الحرام عندما كنت في حوالى السابعة من عمري، كان ثمة احتفال في إحدى الساحات، وكان يوجد رجل يبيع بالونات الهيدروجين التي كانت منتشرة في تلك الفترة، وبجانبي صودف وجود كلب جميل جداً لا أعرف صاحبه، فاقترب مني البائع وسألني "هل هذا الكلب لك؟" فاستفسرت عن سبب سؤاله، فقال: "إذا أعطيتك بالوناً، هل تعطيني الكلب؟!"، فشعرت وكأنه ضحك عليّ، فقلت: "أعطيك إياه مقابل ثلاثة بالونات!"، فاعتقد بأنه "عمل ضرب ذكاء"، وأعطاني البالونات، ثم أخذ الكلب! وعندما ركبت المصعد إلى المنزل، أفلتت مني البالونات باتجاه سطح البناية واختفت لأنها لم تكن حلالا (يضحك)، ولا أعرف ماذا حصل مع البائع والكلب.