أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، على ضرورة تكثيف الجهود ومواصلة العمل على جمع كل الأحداث المتصلة بالثورة التحريرية والتعجيل بإبراز ما ترمز إليه تلك الأحداث من مظاهر البطولة وتلقينها عبر المنظومة التربوية والتكوينية للأجيال الصاعدة، مؤكدا في ذات السياق على أن لا تبقى تلك الأحداث مرهونة بذاكرة المجاهدين، وإنما العمل على أن تصبح تلك الذكريات غذاء يثري الذاكرة الوطنية، لا سيما في الظروف العالمية السائدة أين زالت المواقع الجغرافية والسياسية والقانونية وانتشار العولمة التي هيأت المناخ أمام الدول الإستعمارية كمحاولة فرض هيمنتها مرة أخرى. وطالب المجاهد سعيد عبادو في إطار الوقفة البرلمانية التي نظمتها لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية، أمس، بالمجلس الشعبي الوطني، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للهجرة في 17 أكتوبر 1961، طالب مختلف الجهات في إستحضار الأحداث الكبرى والإجتهاد في قراءة وتحليل معطياتها، خاصة وأنها تعتبر شرفا للشعب الجزائري وتجربة تعلمت منها أمم أخرى كيفية مقاومة الإستعمار. ذات المتحدث أكد على الدولة أن تبقى متمسكة بمطالبها في دفع فرنسا للإعتراف والإعتذار عن جرائمها والتعويض، وكذا إرجاع ما نهبته من الجزائر من أرشيف ومعدات وأموال، معتبرا أن إلتزام فرنسا بهذه الخطوة هو المدخل السليم والوحيد لطي صفحة الماضي وبناء علاقات صداقة وتعاون تخدم كلا الشعبين، مضيفا أن أي مدخل آخر لا يأخذ بالحسبان حقائق التاريخ ومعطياته، لن يكتب له النجاح في جميع الظروف. من جهته، إعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري في إفتتاح الوقفة البرلمانية، إعتبر تاريخ 17 أكتوبر 1961 يوما وطنيا لإستنهاض الضمائر وتذكير الأجيال بنضال آبائهم وتمردهم على الإجراءات القسرية ورفضهم التهجير ومحاولة التشتيت والتفكيك والتأكيد تواصل الجزائريين وترابطهم رغم بعد المسافات، وكذا إثبات الجالية الجزائرية لإنتمائها للوطن. وأشاد عبد العزيز زياري بالجالية المقيمة بالخارج التي تشكّل قوة للجزائر في الدول التي تعيش فيها وورقة رابحة لها بفضل المعالم الثقافية، الدينية، الثقافية، الإقتصادية والسياسية التي تحمّلها، وقال إن المؤهلات والقدرات العلمية والفكرية والإقتصادية للجالية الوطنية تعتبر عاملا لخدمة الجزائر وتحقيق الأهداف الوطنية للإنعاش الإقتصادي والرقي الإجتماعي في تعزيز إرتباطها بوطنها الأم وتقوية صلتها به. ذكرى 17 أكتوبر 1961، أفاد ذات المسؤول أن إحياءها يعتبر أقل ما يجب فعله عرفانا بما قدمته الجالية المقيمة بالخارج من تضحيات في سبيل الوطن.