بعد إلغاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، على خلفية انسحاب المرشح الرئاسي والمنافس الوحيد للرئيس الأفغاني المنتهية صلاحيته، أعلنت اللجنة الانتخابية في أفغانستان، فوز حامد كرزاي المدعوم من طرف واشنطن بولاية رئاسية جديدة، والذي كان فوزه متوقعا تلقائيا، لاسيما بعد انسحاب أقوى منافسيه في الجولة الثانية. بعدما أثيرت أنباء عن حدوث عمليات تزوير خلال الجولة الأولى، وهي الشائعات التي يرى فيها المراقبون أنها أمريكية الصنع، لإيهام العالم بأن الدور الأمريكي في أفغانستان هو من أجل نشر الأمن والديمقراطية، وليس من أجل فرض أجندات. قرار انسحاب عبد الله من الجولة الثانية لإعادة الانتخابات الأفغانية، فضح الولاياتالمتحدة وكشف مخططاتها الاستعمارية التي تحاول جعل أفغانستان دولةً تبيعةً لها، حيث كان فوز كرزاي المنتهية صلاحيته وحليف واشنطن في الانتخابات تلقائيا، بعد انسحاب أشد منافسيه عبد الله، لأن الولاياتالمتحدة كانت تريد فشل الانتخابات ليتم إعلان فوز كرزاي الذي استفاد من الدعم الأمريكي الموجَّه له منذ انتخابه رئيسًا لأفغانستان عام 2004م لضمان بقائه في السلطة، وذلك لعلمه أن الولاياتالمتحدة تريد بقاءه على رأس السلطة في أفغانستان، بسبب موالاته ودعمه لوجود قوات الاحتلال في البلاد. لقد أثيرت أنباء حول وجود عمليات تزوير واسعة في العملية الانتخابية، وهي الأنباء التي اعتبرها الكثير من المحللين السياسيين سيناريو قامت به الولاياتالمتحدة، لإقناع العالم بأن التواجد الأمريكي في أفغانستان هو من أجل بناء أفغانستان والمضيِّ قدمًا في تنفيذ مشاريع التنمية لخدمة الأفغانيين. إلا أن إعلان كرزاي رئيسا للبلاد مجددا، كشف النوايا الحقيقية للولايات المتحدة، التي حاولت بدورها إثبات أن عملية التزوير التي جرت في الانتخابات الأفغانية كانت بالفعل، لتقوم بالضغط على كرزاي للقبول بخوض جولة ثانية مع عبد الله، ومحاولتها لإقناع الطرفين بتشكيل حكومة ائتلافية يقود فيها كرزاي رئاسة أفغانستان وعبد الله رئاسة وزرائه؛ في محاولة منها للتغطية على عملية التزوير التي جرت عمدا وبإشراف دولي. ويرى المحللون السياسيون أن انسحاب عبد الله، الذي مهد لفوز كرزاي، سوف يؤدي إلى مزيد من العنف في أفغانستان، خاصة وأن كرزاي يعتبر رئيسا غير شرعي، بسبب مجيئه للحكم بعد عملية تزوير في الجولة الأولى من الانتخابات وانسحاب منافسه من الجولة الثانية، ما يعني نجاح واشنطن في إستراتيجيتها الجديدة، وهي خلق حرب أهلية داخل البلاد؛ لتبرير بقاء قواتها داخل أفغانستان، وبالتالي إبقاء الشعب الأفغاني يعاني من التخلُّف والجوع، وهو ذات الوضع الذي تعاني منه الجارة باكستان، التي تُعتبر القوة النووية الإسلامية والتي تواجه حاليًّا مؤامرةً أمريكية لتدمير أسلحتها النووية، من خلال سلسلة الانفجارات التي زادت وتيرتها مؤخرا، أسفرت عن سقوط العديد من المدنيين والجنود في باكستان، وهذا من أجل إحداث فتنة بين الحكومة الباكستانية وحركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان. ولعل إعلان إدارة أوباما مؤخرا عن نيتها في إرسال مليارات الدولارات للحكومة الباكستانية الضعيفة كمساعدات اقتصادية، مقابل إحكام الحكومة قبضتها على الجيش ومنع وصول الأموال إليه، الأمر الذي تسبب في خلق أزمة بين الجيش والحكومة في باكستان، خير دليل على رغبة أمريكا في خلق حرب أهلية في باكستان وجعلها تغرق في مستنقعات الفتنة، لضمان بقائها في أفغانستان من جهة وتدمير باكستان النووية من جهة أخرى.