رغم أن الموسم الفلاحي الماضي كان أحد أحسن المواسم من حيث وفرة المنتوج خاصة منه الحبوب كالشعير والصوجا وهي المواد الأساسية التي يستعملها الفلاحون فى إطعام أغنامهم إذ يتوقع أغلبية موالي المسيلة أن ترتفع أسعار الكباش خلال هذا الموسم وتصل إلى أرقام قياسية مقارنة بالمواسم الماضية وقد تصل إلى ما يفوق الثلاثة ملاين سنتيم فى أسواق الولاية . وفى هذا الصدد قال العديد من الموالين الذي التقت " الأمة العربية " بهم أن هذا الموسم ليس مثل المواسم الماضية نظرا لسقوط الأمطار بكميات كبيرة إذ أدى هذا إلى تحسين تربية الأغنام والمواشي، إلا أنه ومثل ما هو معلوم فإن هذا التحسن سيؤثر لا محالة على أسعار هذه الأخيرة فى أسواق الولاية مؤكدين أن مبلغ الكبش الواحد سيتجاوز الثلاثة ملايين سنتيم للرأس، وعن دواعي هذا الارتفاع قال موالون آخرون أن العيد جاء هذه المرة فى ظروف يحتاج فيها الفلاحون للكباش بسب ما أسموها لنا ب " الفحولية " ومعناها المحافظة على النسل إلى جانب سقوط أمطار كثيرة هذا الموسم وهو ما أدى إلى تحسن النشاط الفلاحي، ومن جهة أخرى أكد أحد الفلاحين أن الكباش أصبحت نادرة بأسواق المسيلة بسب الحاجة الملحة إليها مما جعلها نادرة فى الأسواق مؤكدا أن الحضنة وحدها يخرج منها عشرات الكباش يوميا نحو المدن المجاورة نظرا للحاجة الماسة إليها مؤكدين أن هناك بعض الكباش تهرب إلى الدول المجاورة على غرار تونس والمغرب وقد تتخطى بعض الأحيان حدود المغرب العربي، مؤكدين أن هناك العشرات من الشاحنات تأتي يوميا من الشرق الجزائري نحو عاصمة الحضنة المعروفة بجودة ماشيتها التي تخطت الحدود المحلية والوطنية وقال الفلاح " معمر" أن أسعار الماشية ستعرف ارتفاعا تدرجيا فى الأيام القليلة القادمة نظرا لكثرة الطلب وقلة العرض وأكد " معمر" أن الفلاحين ليسوا مسؤولين عن هذا الارتفاع وإنما هناك بارونات يحسبون على النشاط الفلاحي لا يظهرون إلى مواسم الأعياد يقوم بشراء الكباش وتخزينها ومن ثمة إعادة بيعها فى الأسواق وهو ما يشكل احتكارا للكباش وأضاف محدثنا أنهم لا يظهرون هذه الكباش إلا بعد أن تعرف ارتفعا فى السوق ليخرجوا سلعتهم أيام قليلة قبل العيد لابتزاز جيوب المواطنين الذين يكونون بأي حال من الأحوال مجبرين، وأكد موالون آخرون أن سوق الكباش يتحكم فيها التجار الكبار والموالون الذين يملكون أعدادا كبيرة من رؤوس الماشية وبالتالي يتحكمون فى بورصة الماشية إضافة إلى كون ولاية المسيلة معروفة بتربية الكباش وهو ما يجعل الكثير من التجار من ولايات أخرى يقصدونها، وتجدر الإشارة إلى أن ولاية المسيلة من أكبر الولايات المعروفة بتربية الماشية إذ تملك أكثر من 5 ألاف رأس بكل من بوسعادة مقرة وبرهوم إضافة إلى عين الريش وعين الخضراء .