توقفت الحياة تماما على مدار اليومين الفارطين بمدينة عنابة، بفعل التدفق الهائل للسيول البشرية من ولايات الشمال الشرقي على الوكالات التجارية التابعة لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بسيدي إبراهيم و ساحة الثورة للظفر بتذاكر السفر إلى العاصمة السودانية بغرض مناصرة الفريق الوطني في المباراة الكروية التي ستجمعه بنظيره المصري يوم الأربعاء المقبل في إطار التصفيات النهائية لبلوغ مونديال جنوب إفريقيا. كان باديا لمندوب جريدة "الأمة العربية" بولاية عنابة، أن الأنصار استرجعوا أنفاسهم بالكامل بعد المأساة والآلام التي صنعها "الأشقاء" في جمهورية الم(وز)صريين في حق لاعبي المنتخب الجزائري والمئات من الأنصار الجزائريين الذين عادوا بعضهم في الجثامين من أرض الفراعنة، فقد ألهبت حناجر العنابيين ساحات المدينة وشوارعها وحتى أزقتها بهتافات "معاك يالخضرة..ديري حالة"،"الجيش الشعب معاك يا سعدان.."،" أقهرهم يا سعدان في بلاد السودان" وغيرها من الشعارات المطالبة بالثأر من الفراعنة الذين قضوا على كل روابط الأخوة بعدما واجهوا أنصار "الخضر" بالحجارة والهراوات... ولم تعرف المدينة تدفقا أمنيا لعناصر الأمن الوطني وقوات مكافحة الشغب من قبل بالشكل الذي شهدته أمس وقد أغلقت المدينة بالكامل وأصبح التنقل إليها من بقية الولايات أشبه بسابع المستحيلات، وأصبح محتما على مستعملي الخطوط المتجهة إلى ولاية عنابة أن يلجؤوا إلى تأجير سيارات تنقلهم إليها لقضاء حاجاتهم لأن الحافلات أعلنت "إضرابا" عن العمل إلى حين انتهاء مباراة "الخضرة" مع أحفاد فرعون وحلفاء اليهود بتعبير مئات الأنصار الذين واكبت "الأمة العربية" مساعي الحصول إلى تذاكر السفر إلى بلاد عمر حسن البشير.