انقسم الشارع السوداني بين مؤيد للجزائر ومؤيد لمصر، اللتان تلتقيان يوم غد في قمة حاسمة لتحديد المتأهل إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 في المباراة الفاصلة عن المجموعة الثالثة من التصفيات الإفريقية. يجمع جل المتتبعين الرياضيين والإعلاميين، على أن موعد مباراة يوم غد ضد المنتخب المصري سيكون لقاء تاريخيا وحاسما، وأهم بكثير من اللقاء الذي أقيم يوم السبت الفارط بملعب القاهرة الدولي والذي انتهى لصالح الفراعنة بعد مسرحية مكشوفة حاكتها أيادي الغدر والخيانة في أرض الكنانة. وإذا كانت الاحتفالات قد عمت المقاهي المصرية في العاصمة السودان، فإن رهانات السودانيين لا تزال مفتوحة وولاءهم منقسم بين المنتخبين، غير أن جل المنصفين من السودانيين سيكونون مع الجزائر منتخبا وشعبا. فحسب أحد الرياضيين المعروفين، اتصلت به "الأمة العربية"، يوم أمس، أكد بأنه سيكون مع الجزائر وبأنه ليس لوحده، بل الآلاف من السودانيين سيناصرون "الخضر"، أولا لأنهم يحبون الجزائر من ثورة التحرير الكبرى، وثانيا لأن الجزائر كانت تقف مع السودانيين دون تفريق في جل المحن التي مر بها الشعب السوداني. وأكد متحدث آخر سوداني مقيم بالجزائر، بأن السودانيين سيكونون مع الجزائر بعد أن وقف المصريون ضدهم في مباراتهم ضد مالي. وقال أحد مشجعي نادي المريخ السوداني الذي سيكون ملعبه الذي يتسع ل40 ألف متفرج، مسرحا لمباراة الأربعاء في لقاء تلفزيوني: "بالنسبة لي، أتمنى أن تتأهل الجزائر". عجت، يوم أمس، المراسلات الإلكترونية بين الجزائريين ونظرائهم من السودانيين، وكانت جل هذه الإرساليات تتكلم عن اللقاء الحاسم المنتظر يوم غد، وبدا من خلالها السودانيون غاية في السعادة بعد اختيار أرضهم للقاء الجزائر والفراعنة، وذهبوا حد وصفه ب "اللقاء العالمي" وقالوا إنهم ".. يتشرّفون بهذه الفرصة التي أتيحت لهم". ورغم قلة الاتصالات بين الشعبين ومحدودية الاحتكاكات، إلا أنهم من خلال هذه المراسلات أظهروا معرفة تامة بالجزائريين وتاريحنا وحتى العقلية الجزائرية، كانوا على دراية تامة بها. وأجمع جلهم على أن المصريين معروفون بالجبن والغدر، ولم يستبعدوا قط تعرض المنتخب الوطني إلى الضرب بالعصي والحجارة. أما رئيس القسم الرياضي في صحيفة "الرأي العام"، عبد المجيد عبد الرازق، فقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: "بحسب رأيي، فان السودانيين سيشجعون منتخب مصر، نظراً إلى العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. وكذلك لأن مصر هي التي طلبت إقامة المباراة الفاصلة في السودان". وكان نحو 300 مشجع سوداني قد استقبلوا المنتخب الجزائري لدى وصوله إلى مطار الخرطوم، فيما حظيت البعثة المصرية باستقبال حافل فور وصولها فيما بعد. وكان مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد السوداني لكرة القدم، قد أكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن سلامة المنتخبين ستكون مؤمنة مثل أي مباراة دولية. تجدر الإشارة إلى أن الشعب السوداني يتميز بطيبته، وبحسب علماء الانتروبولوجيا فإنه شعب جد مسالم ومسامح، ومن أكرم الأمم.