يمكن القول بأن تأهل الجزائر الذي ساهمت فيه القيادة السودانية بقيادة عمر البشير والشعب السوداني الذي اعتبر وقفته ردا للجميل مع وقوف الجزائر معه، حينما وفر كل سبل الراحة للمنتخب الجزائري ومناصريه. وجدير بالذكر أن الجزائر وقفت مع البشير في كل محنه، بدءا بالتنديد بمحاولة استغلال دارفور والجنوب لتقسيم السودان، إلى مذكرة اعتقال الرئيس عمر حسن البشير، بالإضافة إلى الصراع على منطقة حلايب مع مصر، دون أن ننسى اتهامات السودان بمحاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في إثيوبيا؟فالسودان مر بمواقف حرجة وكانت الجزائر دائما سندها. يذكر أن ممثل رئيس الجمهورية الشخصي عبد العزيز بلخادم، قد شارك منذ أزيد من 21 يوما في فعاليات مؤتمر الحزب الحاكم ومعه وفد من جبهة التحرير الوطني، ويذكر بأنه وطوال سنوات بذل مجهودات في سبيل إرساء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبهذا تكون جنوب إفريقيا على موعد مع الجزائر، شأنها شأن السودان ف "البافانا بافانا" بلد"نيلسون مونديلا"، تنتظر الجزائربجنوب إفريقيا بشغف كبير لرد جميل تضحيات وجهاد الجزائر ضد "الأبريتايد"، ونظام التمييز العنصري، وتنتظر رد الجميل من جماهير جنوب إفريقيا التي تعد الجزائر بمناصرتها مناصرة كبيرة جدا، وبالتالي سيؤكد تأهل منتخبنا لمونديال جنوب إفريقيا عودة الجزائر على مختلف الجبهات السياسية والاقتصادية على المستوى الإقليمي والدولي، وسيجعل العالم بأسره يقف في طوابير طويلة ويصفق للجزائر وسيتأكد الجميع بأن الجزائر بلد للحياة والتطور والقدرة على صنع المعجزات في الحاضر والمستقبل، تضاف إلى تاريخنا الذي ظل الجميع يعتقد بأن الجزائر لا يمكنها أن تصنع النجاح من جديد. كما سيمنح هذا النصر لمنتخبنا فرصة للنجاح الباهر لتسوية المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للشعب الجزائري الذي يستحق حياة أفضل. وكم كانت الأجواء ما قبل مقابلة مصر رائعة، حيث التحم الجزائريون كرجل واحد وتناسوا جميع مشاكلهم واختلافاتهم وعقدوا العزم على أن تحيا الجزائر، وهو ما حدث فعلا، وهي الصور التي غابت عن بلادنا مطولا بسبب الإرهاب المقيت وتواطؤ الدول العدوة التي تخاف من صحة الجزائر وشعبها، وها نحن نعود من الباب الواسع والمرحلة الدموية لبلادنا لم تمنحنا إلا قوة. فرغم كل الذي عانه هذا الشعب الأبي طيلة عشر سنوات من الدم، إلا أنه أبى إلا استقبال المصريين في الجزائر بالورود، بينما هم استقبلوا لاعبينا بعنف كبير، استقبلوه بالحجارة، أسالوا دماءهم، فلم يراعوا لا حرمة الضيف ولا حرمة الإسلام فيهم، ما ينبئ عن مستقبل سياسي كئيب للشعب المصري، ما يبشر بمستقبل سياسي خير لشعب المليون ونصف المليون شهيد، فالشوارع انسدت وحركة السيارات توقفت، الساعة توقفت، عند وصول منتخب مجاهدي الصحراء، رافعين أنف أبناء وطنهم فوق كل الأنوف، مساحي العار الذي رسمه إعلاميو مصر الذين جانبوا المهنية والإحترافية بقدر بعيد، فكان وصف ما يحدث في شوارع الجزائر ضربا من الخيال، أو أمرا يصعب التعبير عنه بالقلم، ليتجاوز عند المثقفين إلى حد الرقص تعبيرا عن نشوة الإنتصار، إلى الدموع عند ذوي الإحساس الرهيف، فأصبح من لا يجيد الرقص والصفير، وأهازيج الإحتفالية ب "الخضر"، شاذا عن نظرائه من الشباب. فعلى مدى أسبوع، ليلا ونهارا، قبل وأثناء وبعد المباراة، كان الشباب يغنون ويرقصون في الشوارع احتفالا بهذا الانتصار الهام، السفن الراسية في ميناء الجزائر العاصمة أطلقت العنان لأبواقها، وتعالت أصوات الفرح من كل مكان. أكد عبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، أول أمس الخميس، بالجزائر العاصمة أن ما يربط الشعبين الجزائري والمصري "أكبر بكثير من أن يتأثر بانفعال بعض المصريين". وقال بلخادم في تصريح للصحافة على هامش استقبال رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للمنتخب الوطني لكرة القدم، إنه "في النهاية هي مباراة كرة قدم وما يربط الشعبين أكبر بكثير من أن يتأثر بانفعال بعض المصريين". وبعد أن أشار إلى أن الجزائريين كانوا ضيوفا على مصر ولم يكونوا معتدين، أكد أن "النظرة الاستعلائية ليست مقبولة"، مضيفا أن الشعب الجزائري "يقدر كل شيء، لكن لا يقبل أن يهان أو يطعن في تاريخه وفي رموزه". وبخصوص مقابلة، أمس، التي فاز فيها المنتخب الوطني الجزائري على نظيره المصري، أبرز الوزير أن "لاعبينا أثبتوا باحترافية في الميدان أنهم الأفضل والأقدر والأقوى في الكرة وفي التعامل مع الآخر".