اعترف مدرب حراس مرمى المنتخب الأمريكي، المصري زكي عبد الفتاح، بأن الصدفة كانت وراء توليه هذا المنصب، بعد أن تعرف على المدير الفني للمنتخب الأمريكي بوب برادلي، خلال عملهما معا مع فريق غالاكسي، وأنه وجد معارضة شديدة من الإعلام والمسؤولين في أمريكا. وتوقع عبد الفتاح وصول منتخب أمريكا لدور الثمانية في بطولة كأس العالم التاسعة عشرة التي ستقام بجنوب إفريقيا، كما أن الكرة الأمريكية ستصبح واحدة من القوى الكروية العالمية خلال خمس سنوات. وأبدى مدرب حراس مرمى منتخب أمريكا شعوره بالأسى والحزن بسبب الأحداث المؤسفة التي حدثت بين منتخبي مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم، وهي الأحداث التي أثرت سلبيا على سمعة العرب وأشعرته بالخجل. وقد أدلى بالحوار التالي لموقع" سي أن أن" . - متى بدأت رحلتك مع كرة القدم في أمريكا؟ كنت حارس مرمى فريق غزل المحلة في الدوري المصري، وتعرضت لإصابة بكسر في أحد أصابع يدي، وأجريت عملية جراحية عام 1994، ولكني أجبرت وقتها على الاعتزال، وسافرت حينها لزيارة شقيقي الموجود في ولاية كاليفورنيا. ولأن كرة القدم تغلف حياتي، فقد سألت زوجة شقيقي الأمريكية عن ناد لكرة القدم، فقالت لي إن هناك ناد أسمه "لوس أنجلوس صالصا"، فذهبت إليه لمشاهدة مستوى كرة القدم، حديثة العهد في ذلك الوقت على أمريكا. وخلال وجودي في تدريب الفريق، تعرف علي مدير نادي لوس أنجلوس صالصا من خلال زوجة شقيقي، التي كانت موجودة معي، وعرف أنني كنت حارس مرمى لأحد فرق الدوري المصري، فطلب مني مساعدته خلال فترة وجودي في أمريكا بتدريب حراس مرمى الفريق، وحرر لي عقدا رسميا مع النادي، وكان ذلك قبل نهائيات كأس العالم التي استضافتها أمريكا، وبقيت في هذا النادي حتى عام 1996. وفي عام 96 بدأ أول دوري عام في أمريكا، وتعاقدت مع نادي غالاكسي عن طريق مدرب فريق "صالصا"، الذي تعاقد لتدريب فريق غالاكسي، وكنت مساعده الأول ومدرب حراس المرمى، واستمر عملي حتى عام 2004. وفي عام 2005 توليت تدريب منتخب أمريكا تحت 20 عاما كمساعد للمدير الفني ومدرب لحراس المرمى، وفي عام 2006 عملت في نادي "شيفرز USA" مع المدرب بوب برادلي، وكان أحد الفرق الكبيرة في أمريكا، ولكنه كان يمر بمرحلة صعبة في ذلك الوقت، وحصلنا على المركز الثاني في الدروي في هذا الموسم. - كيف توليت تدريب منتخب أمريكا الأول؟ في جانفي 2007 تولى بوب برادلي تدريب المنتخب الأمريكي الأول، وذهبت معه كمساعد ومدرب حراس المرمى أيضا، رغم المعارضة الشديدة من الاتحاد والإعلام الأمريكي على اعتبار أن سمعة الكرة المصرية ليست على المستوى الذي يؤهل مدرب مصري للعمل كمساعد لمدرب منتخب أمريكا. إلا أن برادلي تمسك بوجودي معه. - ما هي الصعوبات التي واجهتك خلال عملك في المنتخب الأمريكي؟ الصعوبات كانت منذ البداية، حيث تعرضت لحملة شرسة من الانتقادات، إلا أن برادلي ساندني بقوة في هذه المرحلة، وطلب مني عدم الالتفات لكل الانتقادات التي توجه لي على اعتبار أنها انتقادات تخص كوني من بلد ليس لها باع طويل في كرة القدم، وأنه باستمرار العمل سأثبت وجودي، وهو ما حدث بعد ذلك. - كيف حدث التطور الكبير في كرة القدم بأمريكا؟ الرياضة من الأمور المهمة جدا في أمريكا، والدولة هناك تهتم كثيرا بذلك. فأي مدرسة هناك لديها العديد من الملاعب والصالات المغلقة، ويهتمون جدا بصحة الأطفال، كما أن الاحتراف ساهم في ارتفاع مستوى كرة القدم. فالمنتخب الأمريكي الحالي يضم 16 محترفا في الأندية الأوربية، وأغلبهم يشارك بصفة مستمرة. وأتوقع خلال 5 سنوات على الأكثر أن تصبح أمريكا من القوى العظمى في كرة القدم. - ماذا عن الاحتراف في الدوري الأمريكي؟ هناك احتراف في الدوري الأمريكي، ودخل اللاعب الأمريكي معقول جدا، ولكنه لا يقارن بدخول لاعبي كرة السلة أو كرة القدم الأمريكية مثلا. فمتوسط دخل لاعب كرة القدم يتراوح بين 60 و400 ألف دولار سنويا، والاتحاد الأمريكي لكرة القدم وضع نظاما بحيث يمنح الحق لأي ناد بالتعاقد مع 28 لاعبا بحد أقصى 2.5 مليون دولار، ولكن هناك استثناءات، كما حدث مع النجم الانجليزي ديفيد بيكام، عندما تعاقد مع نادي غالاكسي مقابل 50 مليون دولار، إلا أن الجزء الأكبر من هذا المبلغ تدفعه الشركات الإعلانية. -هل تحدث تأجيلات في الدوري الأمريكي، كما يحدث في الدوريات العربية؟ التأجيلات ممنوعة في الدوري الأمريكي، ومنذ بدء الدوري هناك عام 96 لم يحدث تأجيل واحد، باستثناء مرة واحدة خلال أحداث 11 سبتمبر 2001، عندما وقعت تفجيرات برجي التجارة العالمية بنيويورك، وتم التأجيل بسبب توقف حركة الطيران، ولم يتكرر الأمر مرة أخرى. - ما هو الفارق بين كرة القدم في كل من أمريكا والعالم العربي؟ الفارق شاسع ومن الظلم عقد مثل هذه المقارنات. ففي أمريكا لا مجال للعواطف، والاحتراف هو السيد والعمل وهو الأساس، على عكس الكرة العربية التي تسيطر عليها المجاملات. فمشكلتنا كعرب إننا لا نجيد العمل المحترف، وهو سبب تخلف الكرة العربية، رغم عمق تاريخها مقارنة بكرة القدم في أمريكا. - هل سمعتم عن أحداث مباراة مصر والجزائر في أمريكا؟ منذ عملت في كرة القدم بأمريكا وأنا فخور بأنني عربي، إلا أن الأسبوع الذي شهد مباراتي مصر والجزائربالقاهرة وأم درمان، كان الأسوأ لي على المستوى الشخصي، وشعرت بالخجل. فقد كان أسبوعا أسود، بعد أن وصلت أنباء عما حدث في مصر والسودان للمهتمين بكرة القدم في أمريكا. وكان منظرنا كعرب من أسوأ ما يكون. فقد شاهدت رشق حافلة المنتخب الجزائري بالحجارة في القاهرة عن طريق مدرب أحمال المنتخب الأمريكي، وهو فرنسي الجنسية، وسألني كيف نفعل كعرب مع بعضنا البعض مثل هذه التصرفات التي لا تمت للرياضة بصلة، ووقتها لم أعرف كيف أرد عليه، وهو موقف أثر بالسلب على سمعة العرب أمام الأجانب. - ما هي فرص المنتخب الأمريكي في كأس العالم بجنوب أفريقيا؟ المنتخب الحالي صغير السن، حيث يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 22 عاما، ورغم ذلك فالتوقعات تشير إلى أن الفريق سيبلغ دور الثمانية. - ما هي تكليفاتك في نهائيات كأس العالم؟ بوب برادلي كلفني بمراقبة المنتخب الجزائري ومتابعة فترة إعداده، وكتابة تقرير عن الفريق وأهم لاعبيه وطريقة لعبه وكل الأمور التي تخص الفريق. وأتمنى أن أنجح في مهمتي كما حدث مع منتخب مصر في كأس العالم للقارات. - هل كنت تتوقع وجود منتخب عربي في مجموعة أمريكا في كأس العالم؟ نعم توقعت ذلك، وأبلغت برادلي بأن منتخب أمريكا سيواجه الجزائر، وتوقعت عدم تأهل منتخب مصر لكأس العالم قبل اللقاء الفاصل أمام الجزائر، خاصة وأن المنتخب المصري فرط في فرصة كبيرة منذ بداية التصفيات. - ماذا عن مشاعرك كمصري عندما واجه منتخب أمريكا نظيره المصري في كأس العالم للقارات الأخيرة؟ ليلة مباراة مصر وأمريكا في كأس العالم للقارات لم أذق طعم النوم بسبب القلق وحالة التناقض التي أشعر بها، لأنها المرة الأولى التي يواجه منتخب بلادي الفريق الذي أعمل معه. فقد كنت أتمنى فوز أمريكا للوصول للدور النهائي، لأنه إنجاز سيحسب للجهاز الفني والفريق، ولكن في نفس الوقت كنت لا أتمنى خسارة منتخب مصر. وبعد الفوز بثلاثة أهداف كنت أشعر بفرحة مغلفة بأسى، فقد كنت خلال بطولة كأس العالم للقارات مكلف بمتابعة المنتخب المصري، وسلمت لبرادلي 30 شريطا لمباريات منتخب مصر مع تقرير عن مستوى الفريق، وأهم لاعبيه ومراكزهم، وهو ما ساهم في فوز أمريكا بالمباراة. -هل تشعر باهتمام الأمريكان بكرة القدم الآن؟ اهتمام الشعب الأمريكي بكرة القدم في تزايد مستمر، بدليل أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أرسل للمنتخب رسالة تحية بعد الفوز على منتخب أسبانيا في بطولة كأس العالم للقارات، وتمنى التوفيق للفريق قبل لقاء منتخب مصر . - هل تفكر في العمل مع منتخب مصر؟ رغم النجاح الكبير الذي حققته في تجربتي مع كرة القدم الأمريكية، ووصولي للعمل مع المنتخب الأول، إلا أن رغبة العمل مع منتخب مصر مازالت تلاحقني. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أتولى فيه مسؤولية مع منتخب مصر، لأن العمل مع منتخب البلد هي أمنية أي مدرب.