أثارت المشاكل التي يعيشها المنتخب الوطني من الداخل هذه الأيام والتي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حفيظة العديد من مناصري الخضر، حيث أكدوا أن نشر الغسيل المتسخ أمام أعين العالم من شأنه أن يؤثر على التماسك والانسجام الذي يطبع المجموعة منذ بداية التصفيات كما ستخلق مشاكل جديدة بين اللاعبين من جهة والاتحادية والطاقم الفني من جهة ثانية، علما بأن نفس المشاكل كانت قد عصفت بالمنتخب الوطني لسنة 1986 تحت قيادة نفس المدرب مما أثر بشكل مباشر على نتائج الفريق وخلق زوبعة داخلية وشتت المجموعة الواحدة إلى عدة فرق، وبالتالي فإن مناصري الخضر يتخوفون من تكرار نفس السيناريو هذه المرة خاصة وأن هذه المسألة تم إثارتها قبيل الموعد القاري ببضعة أيام، أضف إلى ذلك أنها وضعت في الواجهة التوتر الذي يسود بين اللاعبين والطاقم الفني بخصوص مكان التربص الذي يسوده برد قارس وظروف غير مواتية لإجراء تربص ناجح وعلى صعيد آخر تم إثارة الفتنة بين الفاف واللاعبين فيما يخص الملابس والعلاوات، وهوالأمر الذي ستكون عواقبه وخيمة على نتائج المنتخب ما لم يتدخل روراوة لحل المشكل في أقرب وقت ممكن. ولم يستبعد البعض تدخل أياد خارجة عن حيز المنتخب لم يعجبها تألق الكرة الجزائرية وبالتالي لم تجد سوى إثارة الفتنة داخل المنتخب لعلها تجني بعض المصالح الضيقة. وقد تكالبت المشاكل الداخلية على المنتخب الوطني منذ اقتطاع تأشيرة المونديال، فأثارت قضية انتداب اللاعب مهدي لحسن ضجة كبيرة باعتبار أن بعض اللاعبين لم يعجبهم ذلك خوفا على مناصبهم ثم طفت قضية صفقة صانع الألبسة الرياضية "بيما" إلى السطح وقد تتم العودة إلى الصانع الفرنسي "لوكوك سبورتيف"، وتلتها مسألة العلاوات وغيرها مما جعل المنتخب يعيش حالة من الغليان قد تعصف باستقراره. والنصيحة الأولى التي يقدمها محبي الفريق الوطني والغيورين على الراية الجزائرية هي للاعبين، حيث طالبوهم بعدم الانسياق وراء هذه التفاهات التي سترجع الكرة الجزائرية إلى الحضيض بعدما تمكنت من رفع رأسها، وما عليهم سوى مواصلة العمل الجبار الذي قاموا به لحد الآن، وعليهم أن يدركوا حقيقة واحدة وهي أن الشعب الجزائري برمته ينتظر منهم نتيجة مشرفة في أنغولا قبل جنوب إفريقيا، لأن الأعداء يتربصون بهم وينتظرون أي نكسة جديدة ليثبتوا بها أمام العالم أن تأهلهم إلى المونديال لم يكن مستحقا، وبالتالي فما عليهم سوى البرهنة على جدارة الجزائر بورقة التأهل وذلك بدخول كأس إفريقيا بنفس القوة والعزيمة التي أدوا بها المباريات التصفوية، ولكن ذلك لن يتحقق إلا إذا وضعوا مسألة العلاوات والأمور الثانوية الأخرى جانبا والتركيز فقط على المباريات مع وضع العلم والشعب الجزائري نصب أعينهم، لأنهم إذا تألقوا في أنغولا فإن الجزائريين مستعدون لدفع كل شيء نظير إنجازهم. ومن جهة أخرى، فالكرة أصبحت في مرمى روراوة، حيث أنه مطالب بإقناع اللاعبين بأن مسألة العلاوات قد ضبطت بصفة نهائية لاجتناب تعقد الأمور أكثر قبل أسبوع من الموعد الحاسم الذي ينتظره الجزائريون بشغف كبير، ومعروف لدى رئيس الاتحادية جديته وصرامته في مثل هذه الأمور، وإلا فإن تدخل رئيس الجمهورية بنفسه ضروري لأنه أبدى اهتماما بالغا بالرياضة والفريق الوطني بوجه الخصوص.