ذكرت مصادر مطلعة ل "الأمة العربية"، بأن جهات مصرية تروج إلى نواب الجزائر في البرلمان العربي لدى جامعة الدول العربية الأربعة عن الأفلان، حمس والأرندي، يبذلون مجهودات قصد بعث المبادرة التي كانت الجزائر قد أعلنت عنها عند احتضانها للقمة العربية في ربيع 2005. كما تشير الجهات المطلعة أن نواب البرلمان العربي الأربعة الممثلين للجزائر قد تمكنوا من إقناع العديد من نواب البرلمان العربي كي يتضامنوا مع الفكرة التي يتحرك لأجلها النواب الجزائريون، كما تشير ذات المصادر في ذات السياق والعديد من التقارير إلى أن هناك تشاورات بين العديد من النواب قصد إقناع دولهم بضرورة إعادة طرح الفكرة التي سبق وأن طرحتها الجزائر، وقدمها عبد العزيز بلخادم في تلك الفترة التي قال عنها يومها إنه تم الاتفاق على الإبقاء على الوضع الحالي، وهو أن يتم انتخاب الأمين العام من قبل الدول العربية بعد أن يتم تزكيته، مؤكدا أنه تم الاتفاق على أن النص الحالي في ميثاق الجامعة العربية كاف على أن ينتخب الأمين العام من قبل الدول الأعضاء، وهذا الانتخاب يحصل عليه توافق سياسي. هذه الحملة التي تشنها بعض الجهات المصرية من وسائل إعلام ومصادر رسمية في أعلى الهرم السياسي، تأتي بغرض استباق الأحداث وقطع الطريق أمام البرلمانيين الجزائريين سواء في الغرفتين الأولى والسفلى، أو في البرلمان العربي، كما تأتي كذلك لتأكيد ما اطلعت عليه "الأمة العربية" منذ أيام بأن برلمانيين جزائريين في الغرفة السفلى يدرسون إمكانية إحياء مقترح الجزائر بشأن المطالبة بتدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، إذ يعكف هؤلاء على إدخال المقترح قبة البرلمان من خلال ورقة أو لائحة حتى تطرح للدراسة على مستوى لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة السفلى، في محاولة لإحياء مطلب تدوير منصب الأمانة العامة بالجامعة العربية قبيل انعقاد قمة طرابلس. كما ذكر نواب من مختلف الكتل البرلمانية الممثلة بالمجلس الشعبي الوطني ل"الأمة العربية"، منذ أيام، أن أحسن رد على الحملة الإعلامية الشرسة التي طالت الجزائر وأحسن رد للاعتبار على الإساءات التي لحقت الجزائر تاريخا شعبا وحكومة، هو إحياء مطلب تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، مثلما هو الشأن بالنسبة لمنصب رئاسة الجامعة العربية، خاصة وأن الجزائر كانت صاحبة المقترح الذي كان قاب قوسين أو أدنى من طرحه في دورة الجزائر التي انعقدت في 2005. وجاء في المقترح الجزائري ما نصه أنه "من المناسب التفكير جيدا في ماهية المصلحة التي تجمع كل الدول العربية بمفهوم تجد فيه كل دولة عربية غايتها"، مشيرة إلى أن ذلك لن يتأتى إلا على أساس معرفة حدود المصلحة القطرية من المصلحة العامة الجامعة، لأن إصلاح المنظومة العربية يتطلب بالضرورة توضيح ماذا يريد العرب وما هو الهدف من الإصلاح والتجديد.