كشف الخطاط العراقي الدكتور صلاح الدين شيرزاد في تصريح ل "الأمة العربية"، أنه في طور استكمال تهيئة المقر الخاص بأول مركز للفنون الإسلامية بلندن، وهذا بعد أن تم إنجاز الإجراءات الرسمية للترخيص والذي سيكون جسرا موصولا بين مختلف الشعوب والأجناس، ومرجعا معلوماتيا واستشاريا مفتوحا للجاليات الإسلامية وغيرهم على حد سواء. وأبرز الباحث في الفن الإسلامي والخط العربي شيرزاد، أن الهدف المتوخى من تأسيس هذا المركز هو إبراز وجه من وجوه حضارتنا من خلال هذا المجال الذي مازال سلسا في الوصول إلى النفس الإنسانية مهما اختلفت الديانات أو الأعراق، ليكون بذلك البوابة لإظهار الفنون الجميلة للمسلمين وصناعاتهم التي كانت متقدمة أيام سطوع حضارتهم، وبرأيه هذا الأمر يبعث أيضا على رفع الكثير من الحواجز بين المسلمين وغيرهم، ويدفع الآخرين على احترام هذه الحضارة والإعجاب بالقيم والأخلاقيات التي تضمنتها، كل ذلك بالإستناد على مجموعة من الوسائل التي تسمح بترقية الذوقي الفني والجمالي. وفي هذا السياق، ذكر الدكتور المجلة الفصلية "فنون إسلامية" ذات النوعية الفاخرة والمواضيع القيمة الصادرة مؤخرا باللغتين العربية والإنجليزية، وتضم مجموعة دراسات معمقة في الفنون الإسلامية من زخرفة ومنمنمات وفنون معمارية وخط عربى، جمعت بين الكتابة الفنية الجمالية، التاريخية، الجغرافية، البيئية والثقافية، وكان ذلك بتقديم وجهات نظر متباينة، منها ما كتبه المتخصصون في مجال الفنون الإسلامية من المستشرقين أو ما عده الباحثون العرب المحدثين، مثل الأشكال في الزخرفة التركية الأصالة وروح الإبداع عند حائكي السجاد، هذا إلى جانب عدة موضوعات فكرية جادة تغطي جوانب مختلفة من الفن الإسلامي، بعضها وصفي وتقريري والبعض الآخر تنظيري، بالإضافة إلى إمكانيات أخرى قال الدكتورصلاح الدين إنه يسعى لتوفيرها بإذن الله كإقامة العديد من المعارض للمقتنيات الفنية الإسلامية وتنظيم ورشا ودورات لتعليم بعض الفنون مثل الخط العربي والزخرفة الإسلامية، مرجعا ذلك لكون المسلمين أيضا بحاجة إلى التعرف على منجزات الأسلاف ومنتجات حضارتنا بصورتها الصحيحة، وبمنهجية دقيقة، في خطوة لبناء ثقة الجيل الجديد بمكونات أمتنا، وذلك حتى يتسنى تقليل النزوع إلى الذوبان في أنماط الحياة الاجتماعية الغريبة البعيدة عن ثقافاتنا الأصيلة، وبالأخص السعي لترسيخ الهوية وثبات الانتماء.