أدانت محكمة الجنايات بالعاصمة، المتهم الرئيسي أحد أهم عناصر كتيبة دلس تحت إمرة المكنى عبد الرحمن، ب 7 سنوات حبسا نافذا، و3 سنوات للمتهم الثاني، فيما برأت متهمين آخرين. هذه الأحكام تأتي بعد التماسات النائب العام والتي تراوحت بين المؤبد للمتهم الرئيسي و20 سنة إلى12 سنة للبقية، لارتكابهم جرم الانتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط بالخارج، الاختطاف. ومن جهته، اعتبر ممثل الحق العام الوقائع المتابع بها المتهمون جد خطيرة، فحسبه شاركوا من بعيد أو من قريب في عدة علميات ارهابية أودت بحياة بعض المواطنين، والتي نفذتها جماعة رقيق عبد الرحمان بضواحي دلس، بومرداس وتيزي وزو، كما استهدفت قاربا تابعا للقوات البحرية بدلس واغتالوا حارسا بسجن تيزي وزو، بالإضافة إلى اختطافهم لحافلة بها طبيبة بيطرية تابعة للبلدية، إلى جانب عملية استهداف الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بدلس وابتزاز المواطنين من خلال علميات الاختطاف. وترجع حيثيات القضية إلى أواخر نوفمبر 2007، أين تم القبض على المتهم المدعو "ر.عبد السلام" أخ الإرهابي عبد الرحمان أمير الجماعة، بعد عملية اختطاف لحافلة تابعة لبلدية دلس، تم بعدها الاستماع إليه من طرف مصالح الضبطية القضائية بعد جمع المعلومات اللازمة. وقد اتضح من خلال استجواب المتهم، أن أخاه انضم إلى الجماعات الإرهابية مطلع 2004 وأجبره على العمل كعنصر دعم وإسناد بعد أن أصبح يتردد على المساجد، حيث كلفه في المرحلة الأولى برصد تحركات أعوان الجيش والأمن الوطني، كما كلفه بشراء سيارة من نوع "رونو 19" بعد أن سلمه مبلغ 30 مليون، حيث اشتروا السيارة التي تم تجربتها بمنطقة معزولة في أزفون. كما كشف عن عملية الاختطاف التي تعرض لها صاحب حانة بتيڤزيرت ليلة رأس السنة المصادفة ل 2006، بعد أن ارتدت الجماعة المتكونة من قرابة عشرة أشخاص زيا خاصا بالجيش الوطني، فيما ارتدى بقية الإرهابيين زي الجيش الوطني الشعبي كانت ملكا لعناصر تم اغتيالها خلال تلك الفترة، حيث تنقلوا على متن سيارة من نوع "جيتا" إلى صاحب الحانة والمطعم، أين أخبروه أنه بصدد التحقيق في قضية جزائية بعد أن اغتالوا في تلك الليلة حارسا بالمؤسسة العقابية لتيزي وزو كان متواجدا بالصدفة داخل الحانة، وأجبروا الضحية على الركوب معه في السيارة، قبل أن يطلبوا منه ارتداء ساترا لإخفاء وجهه، أين كانت تنتظرهم سيارة ال "رونو 19"، وبها المتهم الثاني المدعو "رياض"، وهو الذي اعترف أنه كان قد كلف بقيادة السيارة، أين اقتادوا الضحية إلى غابة أغريب وطالبوا عائلته بالفدية المقدرة ب 725 مليون سنتيم، وهو ما تحصلوا عليه فعلا بعد أن قامت عائلة الضحية وأقرباؤه بجمع المبلغ. كما اعترف المتهم بقيامه عدة مرات بشراء المؤونة والأسلحة للجماعة الإرهابية، في الوقت الذي أكد فيه المتهم الأول أن الجماعة منحته مبلغ 35 مليون لشراء سيارة من نوع "إكسبريس"، والتي استعملت في عمليات تنقل الجماعة دون لفت الانتباه. إلا أنه وفي إحدى المرات تعرضوا إلى حادث مرور، أدى إلى إصابة الأمير ومرافقه بكسور في اليد والرجل، وإن المتهم لم يستطع الإبلاغ عنهم خوفا من التصفية الجسدية. كما اعترف أنه قام بإصلاح السيارة بمبلغ 15 مليون، فيما باعها ب 22 مليون ونقل الإرهابيين ثلاثة مرات، إلا أنه تعرض للضرب بعد أن أخبرهم بأنه باع السيارة. فيما تراجع المتهم خالد خلال الاستجواب عن تصريحاته الأولية، والمتمثلة في امتلاكه لدراجة نارية كان يقوم من خلالها بمراقبة الطريق للإرهابيين والاتصال بهم عبر الهاتف لإعلامه بأن الطريق آمن. كما كشف أحد المتهمين أن أحد الإرهابيين الذين كانوا ينشطون كعناصر دعم وإسناد ضمن كتيبة المسمى رقيق عبد الرحمان، هي المسؤولة عن عدة عمليات تفجيرية واختطاف مست منطقة دلس ببومرداس مطلع 2007، من بينها تفجير قارب تابع للقوات البحرية واختطاف حافلة بها طبيبة بيطرية تابعة لبلدية دلس، إلى جانب استهداف الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بذات المنطقة واختطاف صاحب حانة بتيڤزيرت واغتيال حارس بالمؤسسة العقابية لتيزي وزو، وأكد أنه تكلف بعمليات نقل عناصر الجماعة، وفي مقدمتهم الأمير عبر سيارة تم اقتناؤها بأموال الإرهابيين، مضيفا أن الإرهابيين كانوا يرتدون الزي الرسمي لأعوان الشرطة وعناصر الجيش خلال تنفيذهم لعمليات الاختطاف، أيضا قام بنقلهم إلى ميناء دلس أين استقلوا قارب صيد، وبحوزتهم حقيبة بها متفجرات، تمكنوا من زرعها في قارب تابع للقوات البحرية.