حذرت أوساط دولية من منظمات وهيئات حكومية وغير حكومية تعنى بدراسة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانعكاساتها من تأثير الفقر والفارق الكبير في الثروة بدول الشرق الأوسط، وإفريقيا في توليد الحركات المتشددة وتشجيع الشباب على الانخراط فيها، مشيرين في هذا السياق إلى حالة اليمن التي نشط فيها تنظيم القاعدة وحركات تمرد مختلفة. وتعتبر فجوة الثروة في الشرق الأوسط وإفريقيا الأكبر في العالم، ففي قطر، يبلغ معدل الدخل الفردي أكثر من 87 ألف دولار، بينما يبلغ في البحرين 35 ألف دولار، وذلك مقابل 2400 دولار باليمن و2300 بالسودان.وللدلالة على مدى الحاجة الاقتصادية في العديد من دول المنطقة، فإن الأرقام تدل على أن ستة بلدان في الشرق الأوسط هي بين أكبر 20 دولة تتلقى المساعدات الأمريكية، فقد حصل اليمن على 152 مليون دولار العام الماضي، بينما نالت الضفة الغربية 800 مليون دولار.وتقول منظمة المؤتمر الإسلامي إن 43 في المائة من السكان في اليمن يعيشون على دولارين يومياً، ولذلك فإن الدولة تعتبر بين الأفقر في المنطقة، وقد كان مؤتمر لندن الذي عقد مؤخراً لدعم صنعاء مخصصاً لمواجهة تحول اليمن إلى دولة فاشلة. وقالت بولا نيفل جونز، المتحدثة باسم المعارضة البريطانية للشؤون الأمنية، فقد قالت لبرنامج "أسواق الشرق الأوسط إنه"يجب محاولة خلق وضع تتضاءل فيه فرص نموالتنظيمات المتشددة أوتطورها."ويدرك صناع السياسية وقادة الأعمال في الشرق والغرب وجود فارق كبير في الثورة بالعالم الإسلامي، لكنهم يتأخرون في معالجة ذلك.وبصورة عامة، يعيش في العالم أكثر من مليار ونصف مسلم يشكلون سوقاً واعدة، ولكن 39 في المائة منهم دون خط الفقر، وفق أرقام منظمة المؤتمر الإسلامي.ويقول موسى حاتم، رئيس المنتدى الاقتصادي الإسلامي: "القول بأن هناك مليار ونصف مسلم يجلب الدهشة لأنهم يشكل سوقاً كبيرة، ولكن على مستوى القيمة الممكنة والواقع الاقتصادي فإن قدراتهم لا تتجاوز قدرات سوق غربية يقطنها 200 مليون مستهلك . يشار إلى أن الدول الإسلامية هي موطن خُمس سكان الأرض، ولكنها لا تساهم سوى في ستة في المائة من حجم الإنتاج العالمي، وهي تطمح لرفع مساهمتها إلى الضعف خلال العقد المقبل.