مرض أصبح يقلق فلاحي منطقة الجنوبالجزائري والذي قد يفتك بآلاف من أشجار النخيل إن لم تتخذ الجهات المختصة التدابير اللازمة في أسرع الأوقات حتى تتجنب الكارثة التي قد تأتي على أجود أنواع التمور العالمية، وهي دڤلة نور. أصبحت دقلة نور مهددة أكثر من أي وقت مضى بمرض "البوفروة" والذي بدأت تظهر أولى علاماته ببساتين ولاية ورڤلة الواقعة جنوبالجزائر العاصمة، مما دفع بفلاحي هذه المنطقة إلى دق ناقوس الخطر، وتظل أزيد من مليوني نخلة مهددة بالموت نظرا لتفشي مرض البوفروة القاتل لواحات النخيل عليه، مما سيؤدي إلى إتلاف مالا يقل عن 900 ألف نخلة من نوع دڤلة نور المنتشرة بأقاليم الولاية، كما كشفت دراسة أجراها خبراء في مجال النخيل، أن الجزائر تدفع فاتورة سنوية تقدر ب 100 مليون دولار من أجل مكافحة أمراض التمور. وحذرت هذه الدراسة من إمكانية تعرض إلى التلف الكثير من واحات النخيل، وهذا في غضون السنوات القليلة القادمة، إذا ما بقيت هذه الثروة معرضة للإهمال واللامبالاة في حين أصبحت قرابة المليون نخلة عبر الوطن تعاني خطر الأمراض التي باتت تهدد أشجار النخيل التي لا تقل أهمية عن الذهب السود كثاني منتوج المعول عليه لجلب العملة الصعبة يصدر للخارج، وبهذا قد تحرم الجزائر وإلى الأبد من مدخول سيخلف الذهب الأسود بعد زواله لأنه بالجزائر لاتوجد ركائز صناعية يعول عليها وتنافس بقية الدول المتقدمة في هذا الميدان، هذا إن لم نتكلم على مشاكل التصدير وسلسلة الإنتاج وتحويل المنتوج إلى دولة مجاورة التي أصبح مستثمروها بعد تغليفه يعيدون تصديره على أنه منتوج تلك الدولة. نفس الشيء يطبق على زيت الزيتون، وهذه قضية أخرى فأشجار النخيل انتشرت بها أمراض أخرى كمرض "سوسة التمر" و"البيوض"، بالإضافة إلى الحشرات الضارة. إيصال السلعة إلى الخارج .. عقد وضعية التمور ويذكر بعض المختصين، أن المشكل لا يقف على مرض النخيل فقط، بل أيضا يرجع ذلك إلى نقص الإمكانات في مكافحة هذه الأمراض التي تتطلب تضافر جهود الجميع، وخاصة منها الإشراف التقني وإيجاد الحلول اللازمة، ولا ننتظر حدوث الكارثة حتى نتدخل، والتي لا ينفع فيها بعد ذلك الندم، لاسيما الجانب الذي يخص التصدير، على اعتبار أنها مادة سريعة التلف وتتطلب احترام السلسلة الإنتاجية إلى غاية وصولها على الأقل إلى الموانئ الجزائرية، ومنها إلى المستهلك. وتعرف الجزائر تأخرا في مجال المكافحة الآنية بعد ملاحظة أولى مسببات الداء حتى تتجنب توسيع دائرة انتشاره، فا لدول المجاورة إذا أردنا مقارنتها بالجزائر فنستطيع أن نقول أنها قطعت أشواطا معتبرة في محاربة مثل هذه الأمراض وتطوير الإنتاج، ولقد اعترفت الوزارة الوصية بالنسبة للعام الماضي أنها عجزت عن تصدير 500 ألف طن من التمر ومن أجود الأنواع التي تزخر بها الجزائر حيث تم تصدير 16 ألف أ طن وهي نسبة قليلة مقارنة ببقية الدول المنتجة لهذا النوع من التمور. وللعلم فإن الجزائر تأتي في المرتبة الثانية من ناحية إنتاج التمور، بعد أن تقدمتها تونس، التي تحتل الصدارة بإنتاج سنوي يقدر 550 ألف طن وبها أكثر من أربع ملايين نخلة منتجة.