أعلنت حركة العدل والمساواة كبرى الحركات المسلحة في دارفور، عن توقيع اتفاق إطاري بالأحرف الأولى مع الخرطوم في العاصمة التشادية إنجامينا لحل أزمة الإقليم. الأمر الذي اعتبره المحللون السياسيون ضربة قوية للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو، حيث كشفت الحركة في بيان لها أن الاتفاق تضمن إلغاء أحكام الإعدام بحق أسرى الحركة ووقف إطلاق النار ومواصلة التفاوض لوضع الترتيبات النهائية لاتفاق كلي . وأعلن الرئيس السوداني عمر البشير في مؤتمر صحفي عقده تحديدا لهذا التطور، أنه بعد توقيع الاتفاق ستبدأ الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة مفاوضات سلام مباشرة في الدوحة. مضبفا أن الرئيس التشادي إدريس ديبي، سيحضر مفاوضات الدوحة التي تنطلق غدا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، على رأسها العدل والمساواة وذلك للتوقيع رسميا الاتفاق هناك . ورغم أن حركة تحرير السودان التي يقودها عبد الواحد محمد نور، أعلنت أنها لن تشارك بتلك المفاوضات، إلا أن المجموعة المنشقة عن نور والموجودة حاليا بالدوحة ويقودها عبد الله خليل، طلبت مهلة عشرة أيام من الوساطة حتى تكمل مشاوراتها الداخلية لتوحيد فصائل الحركة، باعتبارها خطوة تسبق الدخول في المفاوضات، إذ أشارت إلى أنها ستلتحق فيما بعد بتلك المفاوضات. الأمر الذي يوحي أن إنهاء أزمة دارفور تقترب من التوصل لاتفاق نهائي . وكان البشير أعلن نهاية الأسبوع، عن "أخبار طيبة" فيما يتعلق بدارفور، مشيدا في هذا الصدد ببداية النهاية للحرب في الإقليم، كما أشاد بدور الرئيس التشادي إدريس ديبي في جهود حل أزمة الإقليم. مبشراً ببداية نهاية الحرب، موضحا أن برنامج حزبه الانتخابي يقوم على الشريعة الإسلامية، قائلا : " لأننا لسنا طلاب أحزاب أو حكم أوكراسي سلطة". وتؤكد هذه التطورات الجديدة، ثقة البشير بالفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، ونجاحه مرهون في حل الخلافات مع تشاد وما أعقبها من خطوات إيجابية على طريق حل أزمة دارفور. لا سيما وأن الرئيس السوداني يعي جيدا، أن الغرب يستخدم تشاد في تصعيد الأزمة في دارفور، لذلك لجأ مؤخرا إلى التقارب مع تلك الدولة، في محاولة لتحسين وضعه الداخلي قبل انتخابات الرئاسة، بالإضافة إلى الإسراع بتوقيع اتفاقية سلام في دارفور وإنهاء الذرائع التي يلجأ إليها أوكامبو والغرب للتخلص من حكومته التي لا ترضى عنها أمريكا واسرائيل باعتبارها تعرقل مخططاتهما لنهب ثروات السودان وتمزيقه كما حدث في العراق . يذكر أن أولى خطوات التقارب السابقة هي توقيع السودان وتشاد في منتصف جانفي 2010 في أنجامينا، حيث اتفق البلدان لتطبيع علاقاتهما، بالإضافة إلى "بروتوكول" لإحلال الأمن على الحدود، حيث اتفقا على تشكيل قوة مشتركة لمراقبة الحدود بينهما، من البلدين ووقف أي دعم لحركات التسلح في كل منهما .