لا تتوقف مظاهر التكافل الاجتماعي وخصال التضامن في شهر الرحمة، شهر تقوم فيه الأعمال الخيرية من خلال فتح مطاعم الإفطار والتي استقطبت منذ حلول رمضان بوهران 223.580 عابر سبيل وأفراد عائلات معوزة. وظهرت حركية لا تقاس عبر 91 مطعم رحمة مفتوح عبر جميع أحياء والولاية منه مفعل من محسنين، وجمعيات ومساجد الولاية، ورياضيين أرادوا أن يبصموا حركيتهم ضمن الأنشطة التضامنية التي تحيا في الولاية. وتوسعت مطاعم الرحمة هذا الشهر بزيادة أكثر من 30 مطعم يسهر على أن يكون في مستوى خدمة المعوزين الذين استفاد منهم لحد الساعة 128 ألف عائلة من وجبات إطعام باردة، فضلا عن إطعام الأفارقة من جنسيات مختلفة الصائمين بوهران، هؤلاء كانوا من ضمن العائلات التي تفاءلت بمبادرات الإطعام في رمضان. ودلت معطيات مديرية النشاط الاجتماعي ليوم أمس، أن الإطعام الساخن والبارد في شهر الصيام مسّ أزيد من 360 ألف من الفئات المحتاجة وعابري السبيل، وأن الإطعام يجري بشكل عادي تحت مراقبة 28 فرقة من مديرية الصحة، وهذه الأخيرة طمأنت لعدم تسجيل أي خروقات من المطاعم المفتوحة. وأخذ الإطعام يتطور في رمضان، حيث أصبحت العائلات المعوزة لا تنقطع عن طلب هذه الوجبات كمساعدة لهم والتخفيف عن تحمµلهم مصروف المواد الغذائية، ولكن العادة التي لم تنقطع عند المعوزين أن العديد منهم يخجلون من تناول الوجبة الساخنة بمطعم الرحمة لهذا تفضل العائلات من أن تأخذ وجبتها في المنزل لتشترك مع العائلة هناك، عكس عائلات بأطفالها لا تتوقف عن زيارة المطاعم لتناول الوجبات هناك. غير أن بعض مطاعم الرحمة تستغرب أحيانا تفضيل المعوزين أخذ السلطة واللحم أو السمك المطهو بدل الحريرة التي صارت ترمى ببعض المطاعم. وحاولت مطاعم الرحمة بفضل نوعية الأطباق الراقية التي تعدها أن تستقطب جمع كبير من المعوزين وعابري السبيل، وتفوقت على المطاعم التي تفتح وتطلب فاتورة ساخنة عن الأكل والشرب، وأكثر مستفيد من الإطعام بوهران ليس المعوزين فقط، بل القاطنين بالولاية بعيدا عن أهالهم، منهم طلبة جامعيين صاروا يهربون من الأحياء الجامعية ويفضلون وجبات المطاعم الجماعية في رمضان، زيادة على العمال من خارج الولاية. وقد ارتكز فتح 91 مطعم رحمة عبر جميع أنحاء الولاية. ح/نصيرة