تصدّر الجزائريون جموع المهاجرين إلى جزر الكناري، بعدما كانت أماكن أخرى في الجنوب الإسباني هي الوجهة الأمثل لهم. وحسب وكالة سبوتنيك، فقد أصدرت وزارة الدّاخلية الإسبانية بيانات نشرتها صحيفة "إسبانيول"، عن أعداد المهاجرين، حيث استقبلت جزيرة البليار أكثر من 16 ألف مهاجر، عبروا البحر الأبيض المتوسط؛ بينما يمثّل الجزائريون الأغلبية، بأكثر من 11200. وترى الصحافة الإسبانية أن تضاعف عدد المهاجرين المغاربة إلى جنوب إسبانيا وخاصة جزر الكناري يجعل إدارة أزمة الهجرة أكثر صعوبة، وتتطلّب حوارا جادا مع الجانب الرّسمي المغربي، وقد وصل إلى جزر الكناري عام 2006 أكثر من 31 ألف مهاجر، مما جعله العام الأسوأ في الهجرة بالنسبة للجزر. وبسبب طول الرحلة تشير أرقام منظمة كاميناندو فرونتيراس غير الحكومية بقيادة الناشطة هيلينا مالينو إلى تحطم 45 قاربا هذا العام، وتسببت في وفاة 1851 مهاجرا. وقد توفي خلال العام الماضي أثناء عملية الهجرة 2170 وفقا لمنظمة كاميناندو، والتي عبّرت عن أسفها لعدم التنسيق بين إسبانيا والدول الأخرى في المنطقة عند تنفيذ عمليات الإنقاذ. وسبق وقالت السلطات الإسبانية إن أكثر من 2000 جزائري دخلوا التراب الإسباني منذ بداية 2020 خارج الأطر القانونية، في إشارة إلى تزايد الهجرة الجزائرية السرية إلى هذا البلد. وحسب أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، تداولتها الصحافة الإسبانية والجزائرية على حد سواء، عادت وتيرة الهجرة غير النظامية من الجزائر إلى إسبانيا إلى الارتفاع، بعد تراجع نسبي خلال العام الماضي. وإذا كان وباء كورونا بمختلف القيود والمخاطر التي يفرضها منذ بداية العام الماضي 2020 لم يردع الراغبين في الهجرة السرية، إلا أن أرقام وزارة الداخلية الإسبانية تشير، مع ذلك، إلى تقلص مداها، مقارنة بسنة 2019 ، بنسبة 50 بالمائة فيما يتعلق بالهجرة على متن قوارب الموت عبر البحر، وب 79 بالمائة برا. وشكل المهاجرون غير النظاميين القادمون من الجزائر، خلال العام الجاري، أكبر عدد من الوافدين إلى إسبانيا خارج الأطر القانونية المنظِّمة لتدفق الهجرة في هذا البلد. وفي ماي الماضي، نشرت صحيفة "دياريو دي سيبيا" الإشبيلية أرقاما رسمية عن الهجرة السرية إلى إسبانيا بين الأول من يناير و19 ماي 2020. تبيّن هذه الأرقام أن الجزائريين كانوا يتصدرون خلال هذه الفترة القائمة ب 1699 مهاجرا غير نظامي، يليهم المغاربة ب 984، ثم رعايا دول من إفريقيا جنوب الصحراء، فيما لم يتجاوز عدد التونسيين 240، والمصريين 100 مهاجر غير نظامي.