جرائم راح ضحيتها فتيات في مقتبل العمر.. تمّ منذ بداية السنة الجارية، تسجيل 54 جريمة قتل بحق النساء، وشهدت الجزائر طوال 2020 حوادث مماثلة اهتزّ لها الشارع، وسط تحذيرات من أن تتحوّل إلى ظاهرة في المجتمع، حسبما ذكرته مجموعة "ألجيري فيمينيسيد". وصُدمت الساحة الإعلامية مؤخرا، بخبر مقتل الصحفية تينهينان لاصب سعدون العاملة بالتلفزيون الجزائري على يد زوجها. ولم يعرف حتى الآن الأسباب التي دفعت زوج الضحية لقتلها بتلك الطريقة البشعة التي هزّت الرأي العام بالجزائر أو مصير المجرم. طالبت المجموعة التي تهتم بقضايا الجرائم في حق النساء، في بيان نشر عبر صفحتها على موقع "فايسبوك" بتغيير القوانين، واستنكرت السكوت التام على ضحايا العنف الذين تنتهي حياتهم بالقتل. وكانت ذات المجموعة قد سجلت حوالي 60 جريمة في العام 2019، إلا أنه وبحسب المجموعة، الرقم الحقيقي أكبر بكثير". وتحرص الصفحة على التعويض عن نقص الإحصاءات الرسمية من خلال نشر كل ما يتعلق بهذا الموضوع. تحت شعار "اليوم خسرنا واحدة منا". ومع كل جريمة بشعة تهزّ الجزائر، تتصاعد معها الدعوات لتطبيق عقوبة الإعدام على مختطفي وقاتلي الأطفال والنساء والمراهقين، وهي العقوبة التي أعادت الجزائر تفعيلها نهاية العام الماضي، بقانون صارم تصل عقوباته بين الإعدام والمؤبّد. ولعلّ أكبر جريمة هزّت الرأي العام الجزائري، قضية اغتصاب وقتل شيماء 19 عامًا في أوائل أكتوبر من العام المنصرم، والتي أعادت إلى الواجهة ضرورة كسر حاجز الصمت لمكافحة العنف. ويرى محلّلون اجتماعيون، أن ظاهرة قتل النساء بالجزائر في الآونة الأخيرة ما هي إلا حوادث تقع نتيجة عوامل اجتماعية ونفسية ناجمة عن الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد حاليا، إلى جانب ضغوط الحجر المنزلي والتبعات الاقتصادية والاجتماعية لإجراءات الغلق الناجمة عن التدابير الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا. وما يبيّن ذلك، ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي حيال الجرائم التي وقعت وراح ضحيتها فتيات في مقتبل العمر، ردود لم تكن مجملها إيجابية وعكست انقسام في المجتمع، بعدما كان المجتمع الجزائري معروف بتلاحمه في المواقف الإنسانية ولطالما تفاعل مع الحوادث الاجتماعية كشخص واحد. بينما انتقد حقوقيون ما أسموه "التساهل القانوني" أو "التساهل في تطبيق القوانين الرادعة" أو "العقوبات المخففة" التي تسلط على الجناة، في مثل هذه الجرائم البشعة التي تفشت بشكل مريب بالسنوات الأخيرة في الجزائر. وتتكرّر المشاهد والأخبار المأساوية التي تحكي عن قتل النساء على أيدي أقربائهن أو من طرف شركائهن، ففي السنة الجارية ومنذ بدء انتشار وباء كورونا، لم تغب أخبار قتل النساء، فلم يعد يمرّ يوم إلاّ ويستفيق الشارع الجزائري على جريمة قتل مروّعة، فلا تكاد تغيب إحدى هذه الجرائم عن الذاكرة قليلا؛ إلا وتأتي جريمة أخرى من نوعها أبشع وأشنع تتصدّر المشهد الإخباري وتتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي.