في انتظار إعادة الاعتبار للمواقع الاثرية المهملة ستشرف غدا السبت وزيرة الثقافة والفنون على تدشين مقر مديرية الثقافة والفنون الجديد، وتم تهيئة بناية دار الثقافة وفق المخطط القديم للدار بدون تعديلات على البناية، التي استفادت سابقا من مشروع ضخم لحمايتها من الانهيار بسبب وادي الروينة، الذي أدى تدفقه الباطني إلى ظهور تشققات وانجراف كبير للتربة، وقد استفادت هذه المنشأة الموصدة منذ أزيد منذ 2009 بسبب الأشغال من عملية تدعيم البناية مست الأساس والأعمدة و الأسقف، علما أن هذا الهيكل الثقافي كان في حالة متدهورة بسبب تسرب المياه. وللتذكير فقد كانت تحتضن دار الثقافة التي تحمل اسم الشهيد "زدور إبراهيم بلقاسم"، العديد من التظاهرات الثقافية والأنشطة الفنية ساهمت كثيرا في تنشيط الحركة الثقافية والعلمية التي أعطت نفسا لوسط مدينة وهران، كما كانت تشكل هذه المنشأة فضاء رحبا للشباب والجمعيات لعرض نشاطاتهم في شتى الميادين الثقافية والعلمية والاجتماعية. وعرف المشروع تأخرا لمدة فاقت الثلاث سنوات بسبب انهيارات أرضية وتشققات كبيرة بأسفل البناية، ما تطلب الاستنجاد بخبرة أجنبية من إيطاليا، مختصة في ترميم المباني القديمة والعتيقة، قامت بدراسة تقنية جديدة، حددت غلافا ماليا إضافيا للمشروع، لم يكن مسجلا ضمن الميزانية الأولى التي استُهلكت في ترميم أسفل البناية وقواعدها. وقد تمّ تأهيل الفسيفساء الخارجية التي كان ضمن دفتر الشروط شرط يتعلق بالمحافظة عليها على نظرا للإعتبارات التاريخية التي تحملها، وتم رفع الطاقة الإستيعابية لقاعة المعرض الرئيسية من 250 مقعد إلى 500 مقعد من أجل إحتضان مختلف التظاهرات والفعاليات الثقافية والأدبية والموسيقية والمسرحية. وتعرف المعالم الأثرية في مدينة وهران إهمالا كبيرا، وأحدُ تلك المعالم هو قصبة وهران الأندلسية التي تعاني من الإهمال و الطمس وهي تعتبر أقدم قصبة تم بناؤها سنة 902، إلى جانب "مسجد الباشا"، في حيّ سيدي الهوّاري؛ أحد أقدم مساجد المدينة الواقعة غرب الجزائر، إذ يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر، وبالتحديد إلى عام 1797، حيثُ شُيّد في عهد الباي محمد الكبير الذي حكم "بايلك الغرب" بين 1779 و1797م. ولايزال المسجدُ بعد قرابة ثلاثة قرون من تشييده محتفظاً بمعالمه العثمانية؛ ومنها مئذنته المغطّاة بالقرميد، لكنَّ المبنى، وإنْ حافظَ على معالمه الرئيسية تلك، فقد تحوَّل بعد كل هذه السنواتِ إلى طللٍ بالٍ ومهدَّدٍ بالانهيار، في ظلّ تأجُّل ترميمه إلى موعد غير معلوم. وقد أُسند ترميم مسجد وهران إلى الأتراك الذين سبق أن رمّموا "كتشاوة"في السنوات الأخيرة، لكنَّ وزارة الثقافة أعلنت قبل فترةٍ عن الانتهاء من الدراسة الخاصّة بالمشروع والانطلاق في الترميم بمُجرّد انتهاء فترة الحجر الصحّي المفروضة في ظلّ انتشار فيروس كورونا، مشيرةً إلى أنَّ العملية تندرج في إطار اتفاقية تعاوُن مع الأتراك في انتظار ما سيتم الإعلان عنه اليوم السبت، عند زيارة المسؤولة الأولى عن قطاع الثقافة في الجزائر.