في ظل الارتفاع الكبير الذي مس مختلف الكتب المدرسية، التي أقبل الأهل والأولياء وأرباب الأسر وأهل التلاميذ على شرائها من مختلف المكتبات لأولادهم المتمدرسين في هذه الأيام الأخيرة، التي توافقت مع الدخول المدرسي هذا العام الذي أطل علينا قبل أيام قليلة فقط، غير أنه وفي ظل ارتفاع هذه الكتب لجأ العديد من الأولياء صوب الكتب القديمة فرارا من هذا الغلاء الفاحش، وقد عرفت مختلف الكتب المدرسية ارتفاعا كبيرا في مختلف أثمانها إضافة إلى مختلف المستلزمات المدرسية، خاصة فيما يخص كتب الطور الثانوي التي وحسب الكثير من الأولياء الذين دوخهم وأثقلهم هذا الغلاء الكبير، مرتفعة الثمن للغاية ولا يمكن بالتالي اقتناؤها سيما بالنسبة للأسر والعائلات ذات العدد الكبير من الأطفال المتمدرسين، ليبقى الحل بالنسبة لفئة كبيرة منهم، هو البحث عن مختلف الكتب القديمة والسعي واللجوء إلى اقتنائها لأولادهم من قبل بعض الأصدقاء والجيران والأهل والإقبال على مختلف الباعة الذين يعرضونها في بعض الأماكن، الذين باتوا لا يتوفرون وتناقص عددهم كثير في الفترة الأخيرة، والسبب الوحيد حسب هؤلاء يكمن في انخفاض الأسعار التي قد يمسها بالنظر إلى هذا الارتفاع الكبير الذي تصل إليه مختلف أسعار الكتب الجديدة في مختلف مكتبات العاصمة. وللحديث عن هذا الموضوع، ارتأت يومية : الوطني الاقتراب من أحد البائعين لهذه الكتب المدرسية في مكتبة أودان المعروفة بوسط بالجزائر العاصمة، الذي أكد أن مشكلة ارتفاع أسعار الكتب المدرسية لمختلف الأطوار خاصة الطور الثانوي منها، لم يتسبب فيها أصحاب المكتبات والبائعين بل ذلك نتيجة النفقات الكبيرة التي يخرجها مختلف التجار العاملين في هذا النوع من التجارة من أجل الحصول على هذا الكتاب المدرسي، مضيفا أنه ورغم هذا الغلاء الكبير هناك إقبال من الأولياء وأهل التلاميذ الذين يتوافدون على المكتبة من أجل اقتنائها لأولادهم المتمدرسين، لكونهم لا يملكون حلا آخر بديل عن ذلك سيما في ظل ندرة الكتب القديمة التي ستكون بالتأكيد ملاذهم الوحيد حسب ما ذكر. وفي ذات الصدد، اقتربت يومية: الوطني من بعض ضحايا هذا الغلاء الكبير الذي بات في المدة الأخيرة عنوانا رئيسيا للأغلبية الساحقة من الجزائريين، والذي مس حتى مستلزمات الدخول المدرسي ، فأفصحت السيدة سامية لنا و التي كانت رفقة ابنتها الوحيدة التي تدرس في الطور الثانوي في هذا العام ، أنها بتقييم حسابي وجدت أن كل الكتب المدرسية التي تحتاجها قد وصلت إلى ما يقارب 4000 دينار معين، وهو المبلغ غير المتوفر لها في الوقت الراهن، ما يعني حسبها اللجوء إلى الاستدانة من اجل اقتناء هذه الكتب لابنتها حتى لا تؤخرها عن الدراسة حسب حديثها.