انطلقت أمس فعاليات الطبعة الرابعة للفيلم العربي بوهران في أجواء باردة، فزيادة على نقائص التنظيم وبهدلة الصحافيين في الحصول على شارة التغطية تخلفت للمرة الثالثة وزيرة الثقافة خليدة تومي عن موعد إعطاء إشارة الضوء الأخضر للتظاهرة مع والي وهران. وساد طبعة هذه السنة الهدوء والسكينة نظرا لعدم إشهار فعالية الفيلم العربي في طبعته الرابعة، حيث لم تدل ولا إشارة بشوارع وهران على تنظيم الأخيرة رغم تأجيلها الصائفة ما أعطى إنطباعا بفشل المهرجان مسبقا. مهرجان بارد في انطلاقته وحضوره والدعاية إليه حيث أن معظم المواطنين ممن رصدت إنطباعاتهم "الوطني" الأسبوع الفارط أكدوا أنهم لم يعلموا لا عن تأجيل التظاهرة ولا حتى انطلاقه الخميس المصادف لنهاية العطلة الأسبوعية. كل هذه المؤشرات جعلت مهرجانا ولد كبيرا يتقزم إلى حدود غير معقولة إن لم نقل أنه قد يزول نهائيا سيما مع ظهور بوادر الفشل الذريع وحتى قائمة المدعويين لم يحكم المنظمون ضبطها على غرار عدم توجيه دعوة لمير بلدية وهران المحتضنة للمهرجان، علما أن الأخيرة تكفلت بأشغال تهيئته سينما المغرب التي تضم 1000 مقعد، ناهيك أيضا عن سنماتيك 30 بالمائة من المدعوين حضروا الافتتاح وغياب عضوين من لجنة التحكيم ووقع ما لم يكن في الحسبان، إذ صادف الطاقم الصحفي الممثل لعناوين محلية ووطنية عراقيل وصعوبات كادت أن تحرمهم من التغطية وهذا لعدم تجهيز مسبقا شارات التغطية، وبرر المنظمون موقفهم أن السبب كان تعطل جهاز آلة التصوير، واضطرت العديد من العناوين الإنسحاب نظرا لمشاكل التنظيم، هذا وقد تم افتتاح المهرجان الذي حضره 30 بالمائة من المدعوين من أصل 123 شخصية فنية تم افتتاحه في حدود السابعة مساء أول أمس أين جرى تكريم الفنانة شافية بودراع على إنجازاتها الفنية، وكان ذلك بعد أن عرضت إدارة المهرجان الفيلم التاريحي خارجون عن القنون لمخرجه رشيد بوشارب واعتبرت أم الجزائريين شافية بودراع المعروفة في حلقاتها التاريخية باسم لالة عينيي اعتبرت انجاز خارجون عن القانون بمثابة الرمز الذي سيكون ذاكرة الأجيال القادمة وتحفزيها على عطاء مماثل يحفظ الذاكرة الثورية لعظماء الجزائر. وتميزت التظاهرة السينمائية في طبعتها الرابعة بتخلف الفنانة الكويتية حياة الفهد عن المهرجان ورغم غيابها إلا أن حديثها في المباشر بسينما المغرب أكد حضورها، حيث اعتذرت بسبب مرض أحد أقاربها، وخص مهرجان الفيلم العربي الفنان القدير المرحوم العربي زكال بتكريم في حضور ابنتيه عن عطائه للسينما الجزائرية. وحسب منظمي المهرجان فإن 13 فيلما عربيا طويلا دخل المنافسة، بينه فيلمين جزائريين الساحة وطاكسي فون لمخرجه محمد سوداني القاطن حاليا بسويسرا. وأكد المنظمون أن هذه الطبعة سوف تحمل لونا جديدا مخالفا للسنوات التي عرفتها مسبقا من ناحية تنظيم سهرات الشطيح والرديح، غير أن إدارة المهرجان وعلى ما يبدو اختزلت من جهتها الإمكانيات الواجب توفيرها على غرار وسائل النقل، حيث خصصت لمدعوي المهرجان أربع سيارات وحافلتين فقط. ولعل المهزلة التي طبعت إنطلاق مهرجان الفيلم العربي هو تأكيد ثلاثة أعضاء للجنة التحكيم حضورهم فيما تغيب اثنان منهما. خالد أبو النجا يتحدى المصراوة ويشارك بفيلم ميكروفون وتتجه الأنظار في هذه الطبعة المختلفة بكثير عن الطبوع السابقة نحو مشاركة السينما المصرية بفيلم ميكروفون، هذا الأخير ينتظر عرضه الإثنين المقبل بحضور الممثل خالد أبو النجا الذي أكد حضوره ومشاركته رغم أنف المصريين، علما أن خالد أبو النجا يعتبر من المعارضين لحكم مبارك ومساند للبرادعي في رئاسة مصر، وعوّل دخول المنافسة على الأهقار الذهبي علما أن المشاركة المحتشمة للأفلام المصرية تعود إلى الفتنة التي زرعها المصراوة خصوصا الطبقة الفنية في أعقاب إنتصار الخضر على الفراعنة.