"يامبارك يامبارك السعودية في انتظارك.." كانت هذه واحدة من الشعارات التي رددها آلاف المتظاهرين في شوارع وميادين القاهرة وأسيوط والسويس والإسكندرية، طيلة اليومين الكاملين، وتعتبر مثل هذه الشعارات رفعا لسقف كسر حاجز الخوف من المصريين أمام القبضة الحديدية لنظام مبارك وعائلته، وفي أول وأكبر مسيرات مناهضة لحكم الرئيس حسني مبارك يقودها شباب يخرج لأول مرة إلى الشارع نجح شباب "الفيسبوك" في إخراج عشرات الآلاف من المصريين بعد حملة قوية قادها شباب موقع التواصل الإجتماعي إلى الشارع، يوم الغضب وفي ساعاته الأولى لم يلق الإهتمام المطلوب من طرف الدول الغربية والولايات المتحدةالأمريكية، هذا الجانب الذي استهان بالدعوة، كما أن الحكومة المصرية تفاجأت للأمواج البشرية التي تدفقت في شوارع القاهرة وعدة مدن مصرية أخرى. وخلال الفترة المسائية بدا المشهد أكثر جدية وخطورة على تواجد النظام المصري في الوقت الذي بدأت في ردود الفعل الخارجية تزيد من الضغط على نظام حسني مبارك وتنعش مواقع التيارات التي تقف ورائها وكما تلهب من حماس الشباب الذي كسّر طوق الخوف عندما رفع الشباب والمحتجين. داخليا لازال الشارع المصري مهيئا للمزيد من الاحتجاجات التي تقودها أطياف مختلفة من الشارع المصري لكنها على العموم متجردة من التبعية لأحزاب السياسية، ومن واشنطن مرورا بفرنسا وألمانيا وتل أبيب والرياض بدأت ردود الفعل الخارجية تحرج النظام المصري الذي يبدو برأي المصريين أكثر تهيئا للسقوط من أي ظرف آخر، خاصة وأنها المرة الأولى التي تخرج الجماهير المصرية بهذه الكثافة دون تغطية أو وصاية حزبية عليها وهو ما زاد من قوة تحرك الشباب الغاضب في شوارع القاهرة . الحالة التونسية من جانبها كانت المؤشر الأكثر مساهمة في إعطاء الشارع التونسي المزيد من الحيوية والأمل في إسقاط نظام حسني مبارك، وفي ظل تفاعلات في منطقة الشرق الوسط وبعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس عبدت الإنتفاضة التونسية الطريق للمصريين من أجل الخروج الجماعي للمطالبة بتنحية الرئيس حسني مبارك وحل البرلمان وتشكيل حكومة إنقاذ وطني . فهل يطيح الشارع المصري آخر الفراعنة في القاهرة بواسطة ثورة الفيسبوك؟؟سؤال تداول الكثير من المحللين طيلة يوم أمس ورهن بعض هؤلاء نجاح التحرك المصري بقدرة الشباب المحتج على التواصل الفعال داخل المجموعة الواحدة وضمان التغطية الإعلامية في الخارج بشكل كامل مع تواتر المعلومات بشأن انتهاج الحكومة المصرية لنفس الأساليب التي استعملها زين العابدين بن علي مع المحتجين في بلاده من قمع وتضييق وحجب للمواقع على الأنترنيت. ويزيد ارتفاع عدد القتلى والمصابين من تعقيد الوضع المصري حيث تحولت إلى مصدر لشحن المتظاهرين بطاقة الإحتجاج والغضب .