ثماني سنوات سجنا نافذا هي العقوبة الجزائية التي ارتأت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، تسليطها على صاحب مرشات بشطيبو يدعى "ص.م" 34 سنة، اثر انخراطه في شبكة إجرامية منظمة تنشط في المجال المحظور للمخدرات. إذ التمس ممثل الحق العام ضدّه 20 سنة سجنا نافذا، بعدما تابعته النيابة العامة بجناية المتاجرة في المخدرات عن طريق جماعة إجرامية منظمة. حيثيات القضية حسب ما دار بجلسة أمس، تعود إلى 27 جوان 2010، أين استغلت فرقة مكافحة المخدرات بأمن ولاية وهران معلومات قادتها إلى تفكيك شبكة مختصة في ترويج المخدرات على مستوى المدينة، إذ تمكنت الفرقة من تحديد هوية العقل المدبر للشبكة، ويتعلق الأمر بالمدعو "خ.ق" القاطن بالمحقن وصاحب مسكن متواجد بدوار بوجمعة. بعد إخضاع العقل المدبر للمراقبة، تمّ تعقب تحركاته يوم الوقائع منذ انطلاقه من المحقن في اتجاه مكان تواجد البضاعة المحظورة بالمسكن المملوك بدوار بوجمعة الذي يتولى ابنا شقيقته حراسة المخدرات المخبئة بإحكام داخله. ووفق تخطيط محكم، تمكنت الفرقة المختصة من مداهمة المسكن وتوقيف ثلاثة أشخاص مع حجز كمية 28 كيلوغرام من الكيف المعالج، كانت مخبئة بإحكام خلف مرآة متواجدة بدورة المياه، إلى جانب مبلغ 241800 دينار من الأوراق النقدية و19800 دينار على شكل قطع نقدية، تبين من خلال البحث والتحري أنها من عائدات المتاجرة في المخدرات المحظورة. عند استنطاق العقل المدبر الذي لم يتم سماعه أمس كشاهد في القضية، كونه موجود بمؤسسة عقابية خارج وهران لتورطه في قضية مماثلة، أدلى هذا الأخير أمام رجال الضبطية القضائية وقاضي التحقيق، بأنّ المخدرات المضبوطة بمسكنه ملكه وتولى جلبها بعد إبرام صفقتها مع "عمر الريفي" المغربي الجنسية، أين استلمها بمدخل بلدية السانيا، في حين المتهم "ص.م" مكلف بتخزينها، كما سبق وأن قام بعملية اقتناء ثمانية كيلوغرامات لغرض المتاجرة فيها. جدير بالذكر أن المتهم "ص.م" صدر بحقه أمر بالقبض وحكم غيابي يدينه ب 20 سنة سجنا نافذا، كونه كان في حالة فرار وتم توقيفه مؤخرا من طرف عناصر الشرطة. عند مثول المتهم "ص.م" أمس أمام جنايات وهران، نفى تورطه في قضية 28 كيلوغراما من الكيف المعالج جملة وتفصيلا، مؤكدا بأنه يوم الوقائع لم يستلم أي استدعاء من مصالح الأمن ولا من الهيئة القضائية، في إشارة منه أنه سافر نحو البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة، ولم يتم توقيفه من قبل شرطة الحدود. مؤكدا بأن العقل المدبر "ص.م" توعده بالانتقام منه كونه على خلاف معه، إذ سبق وورط شقيقه في قضية مماثلة، وكان يقوم ببعث رسائل له من داخل المؤسسة العقابية، يطالبه من خلالها بتسليمه مبلغ 250 مليون سنتيم ليتراجع عن تصريحاته بشأن شقيقه القابع وراء أسوار المؤسسة العقابية بوهران، وعندما رفض تلبية طلبه أوقعه في مصيدة حجز 28 كيلوغراما من المخدرات داخل مسكنه المتواجد بدوار بوجمعة.