قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، في حق مهرب سجائر ومخدرات على طول الشريط الحدودي للجهة الغربية اثر تورطه في جناية الحيازة والمتاجرة في المخدرات عن طريق جماعة إجرامية منظمة، مع التزوير واستعماله لوثيقة إدارية بانتحال صفة اسم الغير، فيما برأت شريكيه بعد متابعتهم بجرم الحيازة والمتاجرة في المخدرات عن طريق جماعة إجرامية منظمة. بعدما التمس النائب العام تسليط عقوبة السجن المؤبد بالنسبة للمتهم الأول، مع 15 سنة سجنا نافذا للمتهمين الآخرين . بيان الوقائع حسب ما دار في جلسة أمس يعود لتاريخ 21 مارس 2010 وعند الرابعة صباحا، أين نصبت مصالح الجمارك كمينا محكما على مستوى الحاجز الأمني المتحرك بمدخل "سيدي علي بوسيدي" ولاية سيدي بلعباس، بناء على معلومات استغلتها وتمكنت من خلالها من حجز كمية من الكيف المعالج قدرت ب 1 قنطار و 80 كيلوغراما، شحنت بعد تسخير مخبئ سري بشاحنة من الحجم الكبير من نوع "سوناكوم" انطلق مسارها من مدينة "مغنية" الحدودية نقطة شحن ونقل المواد المحظورة بالجهة الغربية نحو مدينة وهران لترويجها، أين تلقى ناقلها وصاحب الشاحنة المعروف بتهريب السجائر مبلغ 30 مليون سنتيم كعمولة مقابل نقلها بعد استلامه الشاحنة بمقهى محاذي لسوق الجملة للخضر والفواكه ب "مغنية". المطاردة تمت على الطريقة الهوليوودية وعلى طول مسافة 15 كيلومترا بين المهربين اللذين كانا على متن الشاحنة المحجوزة والمحملة بالمخدرات، وعناصر الجمارك الذين تمّ رشقهم بقارورات الخمر ليتمكن المهربان من الإفلات من شراكهم، والتي أسفرت عن تحطيم واقي السيارة الخاصة بعناصر الجمارك، الذين قاموا بإصابة عجلات الشاحنة بعيارين ناريين على مستوى العجلات، ما أدى إلى إصابتها بعطب دفع بالمهربين إلى الفرار، أين ألقي القبض على سائق وصاحب الشاحنة بعد مطاردة أبدى من خلالها مقاومة عنيفة لعناصر الجمارك، فيما لاذ رفيقه بالفرار نحو وجهة مجهولة مع الإيقاع بشخصين آخرين اشتبه في تورطهما في قضية تهريب 180 كيلوغراما من الكيف المعالج، عن طريق كشف المكالمات الهاتفية التي تمت قبيل وأثناء عملية التهريب. عند تفتيش الشاحنة المحجوزة اهتدت مصالح المصالح إلى حجز أزيد من 1 قنطار من الكيف، كانت مخبأة بإحكام بالمخبئ المجهز بالصندوق الخلفي لشاحنة "سوناكوم"، وعند ملامسة سائقها وصاحبها ضبطت بحوزته رخصة قيادة مزورة حاملة لبيانات وهمية وصورة لشخص آخر، يستعملها صاحب الشاحنة لتمويه مصالح الأمن، منتحلا من خلالها صفة غيره، بالإضافة إلى استدعاء يتعلق مضمونه لحضور جلسة محاكمة. عبر جميع مراحل التحقيق الأمني والقضائي، اعترف سائق الشاحنة التي لم تسو وضعيتها وبقيت مسجلة باسم مالكها الأول، بالجرم المنسوب إليه. فيما نفا وبشدة الشخصان الآخران ويتعلق الأمر ب "ز.م" و "ب.م" الوقائع المنسوبة إليهما في الوقت الذي لم يتمّ التعرف عليهما من خلال ملامح البشرة والبنية الجسدية، كون المطاردة تمت تحت جنح الظلام الدامس، من قبل عنصرين من مصالح الجمارك التي أحبطت عملية تهريب كمية المخدرات المهربة، و اللذين استدعيا لحضور محاكمة الأشخاص الثلاثة الماثلين أمس أمام جنايات وهران، كما أن المتهم "ق.ب" أكد بأن احد الشخصين الماثلين للمحاكمة رفقته، لا يمت بأي صلة بالقضية لا من قريب ولا من بعيد، ويتعلق الأمر بالمدعو "ب.م" بحكم أنه صاحب محل بيع وشحن الهواتف النقالة، والعثور على رقم هاتفه الخلوي بقائمة المكالمات بهاتف المتهم "ق.ب " كان بسبب تزويد هاتف هذا الأخير بالرصيد لإجراء اتصالاته.