كشف مصدر عليم من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بأن هذه الأخيرة لم تتلق أي ردّ من الاتحادية الدولية لكرة القدم على طلبها قبل أسبوع، بنقل مباراة مالي والجزائر، المقررة يوم 9 جوان المقبل، برسم الجولة الثانية من الدور الأول لتصفيات كأس العالم 2014، من مالي بسبب الأوضاع الأمنية المتردية. وحسب المصدر ذاته، فإن الفيفا تجاهلت طلبت الفاف ولم تردّ عليها لا بالإيجاب ولا حتى بالسلب، واكتفت بمطالبة الاتحادية المالية لكرة القدم بإيفادها بالمخطّط الأمني الذي ستعتمده خلال استقبالها للمنتخب الجزائري، ما ترك الانطباع بأن الفيفا أقرّت بالإبقاء على المباراة في العاصمة باماكو رغم الانفلات الأمني. وكشف مصدرنا أيضا، بأن عدم رد الفيفا كتابياً على الطلب الجزائري يثير نقاط استفهام، خاصة وأن الموقع الرسمي للاتحادية الدولية لكرة القدم، لم يحدّد لحد الآن مكان إجراء المباراة التي تفصلنا عنها أقل من أسبوعين، حيث ظلت خانة مكان إجراء المباراة خالية، ما يؤكد بأن الاتحادية الدولية لم تفصل بعد في نقل المباراة من مالي أو الإبقاء عليها بذات البلد. وشهدت مالي، قبل إيداع الطلب الجزائري وبعده أيضا، انقلابا عسكريا ودخول البلاد في حالة الانفلات الأمني، قبل أن يتعرّض الرئيس الانتقالي إلى اعتداء بمكتبه بقصر الرئاسة من طرف مجهولين ونقل إلى المستشفى، في الوقت الذي حرّمت فيه جماعة إسلامية متشدّدة في شمال مالي ممارسة كرة القدم في تومبوكتو، اعتبارا من الجمعة الماضي، وتوعّدت كل المخالفين لذلك بالعقاب، واعتبرت بأن لعبة كرة القدم ملهاة وتنافي التعاليم الإسلامية. صمتُ الفيفا الغريب، يعيد إلى الأذهان طريقة تعامل هيئة السويسري جوزيف سيب بلاتير مع قضية تعرّض حافلة المنتخب الوطني إلى الرشق بالحجارة يوم 12 نوفمبر من عام 2009 بالقاهرة، وتحديدا في المطار، وما تبعه من إصابات في صفوف اللاّعبين وحتى مناصري الخضر قبل وأثناء وخاصة بعد المباراة، حيث لم تقدّر الاتحادية بأن مصر لم تضمن الأمن للمنتخب الجزائري، ولم تعلن نقل المباراة إلى بلد آخر وأرغمت المنتخب الجزائري على لعب مقابلته في بلد لا يضمن له الأمن، ما يعني أن الفيفا داست على قوانينها لإرضاء المصريين على حساب الجزائريين، مثلما تعتزم إرضاء الماليين اليوم على حساب أرواح الجزائريين، من خلال تركها الانطباع بأن مباراة مالي والجزائر ستجري بالعاصمة باماكو رغم الانفلات الأمني بهذا البلد. وفي هذا السياق، فإن محمّد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لم يستعجل الفيفا، ولم يتقدّم بطلب جديد يستفسر الهيئة الكروية الدولية عن أسباب عدم إعلانها نقل المباراة، ولم يقدم روراوة عضو المكتب التنفيذي للفيفا على تحذير مسؤولي الاتحادية الدولية من مغبة المخاطرة بحياة المنتخب الجزائري، بإجراء المباراة في بلد يعيش انقلابا عسكريا وتمردا في شمال البلاد وشهد اعتداء على رئيسه في العاصمة باماكو، فضلا على أن المنتخب الجزائري لن يكون وحده في باماكو، بل أن البعثة الإعلامية الجزائرية، ستكون عرضة أيضا لمخاطر كبيرة، وهو ما قد يعقّد الأمور أكثر، ما استوجب تحديد المسؤوليات منذ البداية قبل الفصل في القضية. وأوضح مصدرنا بأن الاتحادية الدولية لكرة القدم مجبرة على تحديد موقفها من كل ما يحدث في مالي، وألاّ تأخذ بعين الاعتبار إجراء مباريات الأندية في المنافسة القارية بالعاصمة باماكو دون أي مشكل، لأن الإبقاء على المباراة في مالي يعتبر مغامرة صريحة بحياة الجزائريين لإرضاء الماليين والقول بأن هذا البلد آمن. ومن المقررة أن تراسل الفيفا الاتحاديتين الجزائرية والمالية قبل نهاية الأسبوع الجاري، لتحديد مكان إجراء المباراة، في مالي أو في بلد آخر قد يكون بوركينا فاسو، لأن الاتحادية المالية لكرة القدم نفسها، استبقت الأحداث وبحثت عن حلّ بديل لاقتناعها بأن حظوظ إقامة المباراة في مالي ضئيلة، ما جعلها تختار بوركينا فاسو لإجراء المباراة في حال نقلها رسميا من مالي.