دفع التدفق الكبير لمختلف المصطافين المتوافدين من مختلف الولايات الداخلية المعروفة بحرارة الطقس وغياب الشريط الساحلي، إلى جانب أولئك المغتربين المتوافدين من مختلف البلدان فرنسا، اسبانيا، ألمانيا وغيرها، إلى لجوء الشباب إلى تلك الشواطئ المصنفة ضمن غير المحروسة من طرف أعوان الحماية المدنية المتدخلة ساعات حالات الغرق أو مراكز تابعة لوحدات الدرك الوطني القائمة على تأمين المصطافين وحمايتهم من المجرمين المتربصين بهم، ذلك من أجل السباحة بسبب الزحمة أو الحشد الكبير الذي تعرفه وخلال الشهرين الأوليين من موسم الاصطياف لزوار الباهية وهران من مواطنين قاطنين بمناطق داخلية ترمي بهم حرارة الطقس إلى عاصمة الغرب الجزائري للراحة والاستجمام بنسمة البحر و بهائه . شأنهم شأن المغتربين المقيمين خارج تراب الوطن والذين يقصدون البلاد لقضاء العطلة السنوية رفقة عائلاتهم وذويهم، هذا التجمع الكبير الذي دفع بالوهرانيين إلى قصد الشواطئ الممنوع السباحة فيها والحاملة للراية الحمراء الخطيرة، التي تحداها ثلاثة أشخاص ويتعلق الأمر بشباب لم يتجاوز عمرهم الثلاثين سنة أحدهم مصطاف ينحدر من ولاية بسكرة واثنان من مدينة وهران، تم انتشالهم من قاع البحر خلال الشهرين الماضيين بعد موتهم البطيء غرقا، بشواطئ لا تتوفر على فرق التدخل الخاصة بمصالح الحماية المدنية ولا على مصالح الدرك الوطني التي تقدم في معظم الأحيان يد المساعدة عن طريق تدخلاتها أو إجراء مكالمات هاتفية إلى بقية الجهات المعنية كمصالح الحماية المدينة لتقديم الإسعافات الأولية وتفادي حالات الغرق بين أمواج البحر الهائجة. الضحايا الذين تم انتشالهم من أعماق شواطئ منطقة الكورنيش الوهراني من طرف أعوان الحماية المدنية، الذين قاموا بتحويلهم إلى مصلحة الطب الشرعي بمستشفى مجبر تامي بعين الترك، أين خضعوا لعملية التشريح التي بينت أن سبب الوفاة هو الغرق وهي النتيجة التي أقفلت بها محاضر التحقيق التي كلف بها أفراد كتيبة الدرك الوطني بعين الترك، فيما تبقى مخاطر الغرق والحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب عدم احترام السباحين للمسافات المحددة إلى جانب توخي الحيطة والحذر التي غالبا ما يوصي بها أعوان الحماية المدنية، وهي تلك المتعلقة بعدم تناول وجبة الغذاء أو العشاء والدخول مباشرة للسباحة والغوص بمجرد دخول الشاطئ، كون السرعة بتمارين السباحة انطلاقا من الشاطئ وإلى غاية الوصول إلى القاع، تتعب السباح وترهقه ما يجعل مهمة عودته إلى الشاطئ أو طلب النجدة أمرا صعبا، كما يجب توخي الحذر من التعرض إلى أشعة الشمس وضرباتها الحارقة خاصة خلال الفترة الممتدة ما بين الواحدة زوالا إلى غاية الرابعة عصرا، هذا كله يتعب الكاهل ويجعل السباح بين أمواج البحر الهائجة يفقد التوازن وبالتالي السيطرة على التحكم في حركاته ما يرجح وفاته غرقا لا محال خاصة على مستوى الشواطئ غير المسموحة أي الممنوعة.