لا يزال قرار تعويض الصكوك البريدية بقفة رمضان خلال هذه السنة يلقي بضلاله على العائلات المعوزة التي عبرت عن رفضها لهذا القرار داعية إلى التراجع عنه حفاظا على كرامة المواطنين. في الوقت الذي تتسارع فيه العدد من العائلات الجزائرية الميسورة الحال إلى تحضير كل ما يلزمها خلال شهر رمضان الكريم الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قليلة ، فإن عائلات أخرى تصنف في خانة "المعوزين" وجدت نفسها ككرة تتقاذفها السلطات التي تلجأ في كل مرة إلى تغيير طريقة العملية التضامنية من منح القفة إلى الشاك ثم العودة إلى القفة وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول المعايير المعتمدة في إختيار أليات العملية التضامنية. فبعدما بررت السلطات لنفسها سبب تغيير نمط العملية التضامنية من توزيع المواد الغذائية إلى المبلغ المالي بتجنيب إهانة المحتاجين إلا انه سرعان ما عادت السلطات هذه السنة إلى ألية القفة دون إعطاء أي تبريرات وهو ما يفتح بابا التساؤلات. هذا الإنشغال نقلته إحدى السيدات القاطنة ببلدية حسين داي التي زارت جريدة "اليوم" ، لتعبر عن غضبها واستيائها من إقدام السلطات على تغيير ألية العملية التضامنية . وبخطى متثاقلة و بيدها تذكرة تحمل رقم دورها في الحصول على قفتها "412"والدموع تنهمر من عينها قالت السيدة " تفاجأت لتسليم مصالح الخدمات الاجتماعية للبلدية لتذكرة دوري التي تحمل رقم 412 للحصول على قفة رمضان عوض صك بريدي وأنا التي كنت أنتظر ككل المعوزين منحي مبلغا ماليا لمواجهة بعض المصاريف التي يتطلبها الشهر الكريم إلا أن مصالح البلدية التي طلبت مؤخرا من العائلات المعوزة تحيين ملفاتهاوإرفاقها بصك بريدي مشطوب أخبرتنا بان الأمر يتعلق بقفة وليس بمبلغ مالي " -توقفت المتحدثة قليلا- لتتابع كلامها "توجهت إلى المكان المخصص لتوزيع قفة رمضان وتفاجأت لمحتوياتها التي خلت من بعض المنتوجات التي يتطلبها هذا الشهر الكريم كالخضر والفواكه واللحم ". للإشارة فإن بعض رؤساء البلديات في العاصمة، بعد تلقيهم تعليمة توزيع القفة لسنة 2015على شكل قفة بمحتويات غذائية بدل صك بريدي كما اعتاده البعض السنة الماضية ، إعتبروا الأمر صعبا كون العملية تتطلب وقتا قد يستغرق 6 أشهر، بالإضافة إلى مكان تخزين السلع الذي لا تتسع له البلدية. وككل سنة تعود قضية العملية التضامنية خلال شهر رمضان إلى الواجهة بسبب التجاوزات الحاصلة في كيفية توزيعاها وإيصالها للمعوزين مع العلم فإن حتى قائمة إحصائهم لم تسلم من التلاعبات ، وضع يستدعي تضافر جهود كل من وزارة الداخلية ، الشؤون الدينية ، التضامن الوطني والهلال الأحمر الجزائري لضمان نزاهة العملية . سامية و