قد تكون دافعا للحكومة الجزائرية لمواصلة عمليات الحفر في عين صالح أول دراسة أمريكية تثبت أن استغلال الغاز الصخرى غير مسؤول عن تلوث المياه الجوفية كشفت دراسة حديثة صادرة عن هيئة محافظة البيئة الأمريكية ( Environmental Protection Agency)، أن تقنية التكسير الهيدروليكي المستخدمة خلال عملية استغلال الغاز الصخري لا تؤدي إلى تلوث المياه الجوفية.
وتعتبر هذه الدراسة التي تم انتظارها طويلا في امريكا وفي العالم أول دراسة معمقة في العالم حول التأثير المحتمل لاستغلال الغاز الصخري حول المياه الجوفية، حيث لم يتم القيام بأية دراسة من قبل في هذا الخصوص.
وقد جاءت هذه الدراسة بناءا على تعليمة موجهة من الكونغرس الأمريكي الى هيئة محافظة البيئة الامريكية في سنة 2010 بدراسة أسباب تلوث المياه الجوفية في بعض المناطق في أمريكا التي تشهد طفرة في إنتاج الغاز الصخري في أمريكا، بعد أن أرجعت بعض الجمعيات البيئية سبب التلوث الى عمليات استغلال الغاز الصخري.
وقامت الهيئة بدراسة وتحليل المياه المستخدمة خلال عملية التكسير الهيدروليكي من بداية العملية الى نهايتها والتى تتضمن الحصول على المياه وخلطها ببعض المواد الكيماوية ومن ثم حقنها في البئر او ما يسمى "سائل التكسير "fracking fluids" ومن ثم استرجاع المياه المستخدمة خلال عملية التكسير ومن ثم معالجتها وصرفها وذلك في أكثر من 6800 موقع في أكثر من 25 ولاية أمريكية بالتركيز على أهم أربع ولايات منتجة للغاز الصخري وهي تكساس وداكوتا الشمالية وبنسيلفانيا وكولورادوا، حيث تمت دراسة أكثر من 151 حالة تلوثت أكدت الدراسة أن سبب تلوث المياه ليس التقنية في حد ذاتها او عملية الحفر وانما عدم اتباع الاجراءات الواجب اتباعها خلال عملية الحفر هي السبب.
وبلغت تكلفة الدراسة منذ سنة 2010 حوالي 30 مليون دولار، حسب ما أشارت له الهيئة الأمريكية التي توازي وزارة البيئة، حيث قامت الهيئة، بالإضافة إلى الدراسات الميدانية التى قامت بها الهيئة خلال فترة الدراسة بالاطلاع على اكثر من 3500 دراسة تقنية صادرة من هيئات غير حكومية ومحلية وفيدرالية.
هذه الدراسة التى نشرت في شهر جوان وجهت صفعة للمناهضين لاستغلال الغاز الصخري، حيث أثبت بالدليل العلمي القاطع أن استغلال الغاز الصخرى غير مسؤول عن التلوث المحتمل، خاصة بعد أن قامت بريطانيا مؤخرا بالسماح باستخراج الغاز الصخري من مواقع قريبة من مطار هيثرو، بالإضافة إلى ألمانيا، لتبقى فرنسا الدولة الوحيدة التى لم تسمح باستغلاله لحد الان بسبب سطوة اللوبي التابع للصناعة النووية، حسبما اشارت له مصادر عدة، حيث لم يتم القيام باية دراسة شاملة من قبل بهذا الخصوص.
وقد تشكل هذه الدراسة دافعا قويا للحكومة الجزائرية لمواصلة عمليات الحفر في عين صالح التى شهدت مظاهرات مناهضة لعمليات الغاز الصخرى.
تجدر الإشارة الى أن أربع دول في العالم فقط تنتج حاليا كميات تجارية من النفط والغاز الصخري من تشكيلات الغاز الصخري الزيتي وهي: الولاياتالمتحدة وكندا، ومؤخراً الأرجنتينوالصين، حيث حفرت الصين أكثر من 200 بئر، وحفر الأرجنتين أكثر من 275 بئرا. وكل بلد لديه القدرة على زيادة الإنتاج بشكل كبير حسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لموارد النفط والغاز الصخري في البلدين.