أكدت وكالة الطاقة الدولية، أمس، أن الطلب العالمي على النفط من شأنه أن يعرف انخفاضا بما يفوق 2.4 مليون برميل يوميا في عام 2009 مرددة الاعتقاد المتنامي بأن الانتعاش الإقتصادي لن يتحقق قبل العام المقبل. ومع وصول معدل انكماش الطلب على النفط إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، قالت الوكالة إن الطلب هذا العام من المتوقع أن يبلغ 83.4 مليون برميل يوميا بانخفاض بنحو مليون برميل عن توقعات الوكالة في تقريرها الشهري السابق. من جهته، قال ديفيد فايف، رئيس قطاع النفط والأسواق بالوكالة ومقرها باريس "هذه فترة استثنائية فيما يتعلق بانهيار الطلب." ولم يذكر ما اذا كان يتوقع المزيد من المراجعات بالخفض للتوقعات مع تقلص استخدام الطاقة في اقتصاد يشهد انكماشا، مستطردا في قوله "أعتقد أن الجميع يحاول معرفة متى سيبلغ الكساد ذروته ولا يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي لن يسوء." وأفاد تقريرالوكالة كذلك أن توقعات انخفاض الطلب العالمي "ليست مجرد تخمين" وأشارت إلى مؤشرات سابقة عن الربع الأول من هذا العام أظهرت "انخفاضا أكبر بكثير" في الطلب في الدول المتقدمة والدول النامية مما كان يعتقد من قبل. وقالت الوكالة في تقريرها الشهر الماضي إن التزام صارم من جانب أعضاء "أوبك" بالخفض المتفق عليه من شأنه خفض المخزونات في الدول المتقدمة بحلول منتصف العام، لكن فايف قال إن "رصد الواقع" في الربع الأول من العام الذي أظهر انخفاضا في الطلب الفعلي أكبر بكثير من المتوقع، يعني أن تحتاج لوقت أطول الآن لتحقيق التوازن في السوق بافتراض التزام صارم بالخفض. من جهة أخرى، بلغ متوسط إمدادات "أوبك" من النفط الخام في مارس 27.8 مليون برميل يوميا بانخفاض 235 ألف برميل يوميا عن فيفري، وانخفض إنتاج 11 دولة ملتزمة بمستويات الإنتاج المستهدفة داخل أوبك إلى 25.57 مليون برميل يوميا، بانخفاض 245 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق لكنه ظل أعلى من المستوى المستهدف بنحو 720 ألف برميل يوميا. وقدرت الوكالة التزام "أوبك" بتخفيضات الإنتاج بنحو 83 بالمائة في مارس بالمقارنة مع مستويات الإلتزام المعتادة في السابق التي كانت بلغت نحو 60 بالمائة.