عرض معهد العالم العربي بباريس فيلم "الأرض تتكلم عربي" للسينمائية ماريز غارغور الذي يشهد على الإبادة المبرمجة ضد الفلسطينيين في إطار التظاهرات الخاصة بإحياء الذكرى الستين ل"النكبة". ويعكس الفيلم حسب النقاد السينيماتوغرافيين "نظرة السينمائية والمؤرخة الفلسطينية ماريز غارغور حول حقيقة شائكة ألا وهي مسح ومصادرة الأرض الفلسطينية من طرف الصهاينة" مشيرين إلى "الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطينية تتكلم بالعربية ويقطنها شعب و هو الشعب الفلسطيني". كما يكشف الفيلم الستار عن الفرضية الصهيونية التي تقول إن "فلسطين أرض من دون شعب وموعودة للشعب اليهودي". واعتمدت ماريز غارغور، صحافية فلسطينية مولودة بمدينة يافا والتي كان أول إنتاجاتها شريط "فلسطينية تقابل فلسطين" سنة 1988، في فيلمها على أرشيف سمعي ووثائق دبلوماسية غربية مصحوبة بشهادات لأشخاص عاشوا أيام النكبة التي دبر لها "الزعماء الصهيونيين ما قبل وعد بلفور سنة 1917 حيث برمجوا ترحيل وطرد السكان الفلسطينيين من أراضيهم مستعملين جميع الوسائل الممكنة لاسيما عددا من الأعمال الوحشية". وستشهد التظاهرة تنظيم لقاء حول موضوع النكبة تشارك فيه حوالي 30 جمعية بقصر المعارض بفرساي بباريس كما ستحتضن مدن فرنسية أخرى تظاهرات عديدة لإحياء الذكرى الستين للنكبة. وفي خضم ذلك أشار رئيس أرضية المنظمات غير الحكومية من أجل فلسطين برنار رافينال أن هذه الأخيرة "تمكّنت من تنظيم مبادرة قد تكون ذات أهمية كبرى بالنسبة للحركة التضامنية مع الشعب الفلسطيني بفرنسا بالرغم من الانطلاقة الصعبة التي وجدناها". وأشار رافينال أن هذه المبادرة التضامنية التي جاءت بعد تلك التي نظمت في 29 مارس الأخير بمناسبة "يوم الأرض" (غرس شجرة زيتون في أماكن عمومية) والتي مست أكثر من 50 مدينة فرنسية تهدف إلى "البرهنة على أنه يمكن تجنيد عددا كبيرا من الأشخاص للمطالبة بحق الشعب الفلسطيني في التمتع بدولة كاملة السيادة كما تمليه الشرعية الدولية. كما أضاف أنه "لا يجب أن ننسى بأننا نحيي الذكرى ال60 للنكبة أو الكارثة الفلسطينية التي طالما تم تجاهلها، فالأمر يتعلق بتأكيد حق الفلسطينيين في التاريخ وتسليط الضوء على الحقيقة التاريخية أي المسؤولية المحورية للحركة الصهيونية وإسرائيل في طرد غالبية الفلسطينيين من وطنهم سنتي 1947 و1948 جاعلة من هذا الشعب شعبا من اللاجئين".