يظهر فيلم "الأرض تتكلم عربي" للمخرجة الفلسطينية ماريز غرغور أن فلسطين ظلت حتى بداية الحركة الاستيطانية اليهودية الأوروبية إقليما عربيا يسكنه مسلمون ومسيحيون ويهود، يؤلف بينهم الانتماء إلى الثقافة العربية• ويدحض الفيلم الوثائقي عن جذور النكبة الفلسطينية النظرية الإسرائيلية القائلة بعدم مسؤولية العصابات الصهيونية عن تهجير مئات الآلاف من الفلسطنيين عن مدنهم وقراهم في نهاية أربعينيات القرن الماضي• وقالت غرغور في تصريح صحفي "هدفي الأول من هذا الفيلم أن يعرف الجميع أن ما تعرضنا له لم يكن عملا عرضيا أملته ظروف الحرب، وإنما جريمة نفذت عن سابق إصرار وترصد"• واستندت المخرجة إلى كتابات رواد الحركة الصهيونية واعتمدت على وثائق من الأرشيف السمعي البصري لم تعرض من قبل، كما عمدت إلى تسجيل شهادات لفلسطينيين عايشوا أجواء النكبة• يبدأ الفيلم الذي عرض الأسبوع الماضي في معهد العالم العربي بالعاصمة باريس، بحوار دار عام 1891 بين اثنين من منظمة عشاق صهيون -التي خرج منها أبرز قادة الحركة الصهيونية- يتفقان بعد أخذ ورد على أن إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين تقتضي "التحرش" بالسكان العرب وإرغامهم على الرحيل عن بلدهم• وأكدت غرغور أن أفرادا من عائلتها كانوا من ضحايا هذه الأعمال الإجرامية، "إذ قامت المليشيات اليهودية بمحاولة حرق عمتي في أحد شوارع يافا عام 1947، كما توفي عمي في تفجير فندق سميراميس في القدس عام 1948"• وكانت غرغور التي عملت سابقا في الإخراج الإذاعي بفرنسا، قد أنتجت عدة أفلام وثائقية تدور كلها حول مأساة بلدها الأصلي منها "فلسطينية أمام فلسطين" (1988) و"يافا مدينتي" (1997) و"بعيدا عن فلسطين" (1998)•