اضطر رئيس وزراء فرنسا الجمعة ،للرد على اتهامات بأن أخطاء المخابرات سمحت لشاب مسلم له سجل جنائي وتم رصده مرتين في أفغانستان بأن يصبح أول قاتل يستلهم نهج القاعدة ينفذ هجوما في فرنسا.وكثيرا ما اعتبرت أجهزة الأمن الفرنسية التي عززها صراعها مع متشددين إسلاميين من مستعمرتها السابقة الجزائر من أشد أجهزة المخابرات كفاءة في أوروبا حيث تمكنت من منع وقوع هجمات لمتشددين على الأراضي الفرنسية خلال الخمسة عشر عاما الماضية.وأشار سياسيون معارضون بينهم مرشحة الرئاسة عن اليمين المتطرف مارين لوبان إلى أن إهمالا أو أخطاء سمحت لمحمد مراح (23 عاما) بشن ثلاثة هجمات دموية في غضون عشرة أيام قبل أن يتم تحديد هويته وموقعه ثم قتله.غير أن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون قال إن أجهزة الشرطة والمخابرات قامت بمهمة مثالية.وقال لإذاعة (ار.تي.ال) "أعتقد أن حل قضية جنائية بهذه الأهمية في عشرة أيام أمر لم يسبق له مثيل عمليا في تاريخ بلدنا".وبدا أن وزير الخارجية ألان جوبيه اقر الخميس بأن هناك مبررات للتساؤل بشأن أخطاء أمنية محتملة بقوله "ينبغي أن نقدم بعض الإيضاحات بشأن هذا الأمر".وقتل محمد مراح ثلاثة أطفال يهود وأربعة بالغين رميا بالرصاص في ثلاثة هجمات منفصلة رغم أن جهاز المخابرات الداخلية كان يراقبه واستجوبه في نوفمبر تشرين الثاني.وقال فرانسوا ريبسامين المتحدث باسم الشؤون الأمنية في الحزب الاشتراكي "بما أن جهاز المخابرات الداخلية كان يتابع محمد مراح لمدة عام فكيف يستغرق منهم الأمر كل هذا الوقت لتحديد موقعه؟".وتساءلت صحيفة ليبراسيون اليسارية في افتتاحية لها عما إذا كانت أجهزة المخابرات لم تسقط في "فشل ذريع". "كيف يمكن أن يهونوا من شأن الخطر المحتمل لشخص يعرفونه بالفعل؟"وفي واشنطن قال مسؤولان أمريكيان إن مراح كان على قائمة الحكومة الأمريكية للأشخاص الممنوعين من السفر جوا إلى الولاياتالمتحدة وظل مدرجا عليها لبعض الوقت.وقال مسؤول إنه وضع على القائمة لأن المسؤولين الأمريكيين اعتبروه تهديدا محتملا للطيران.وقال ريبسامين إنه عقب قتل جنديين فرنسيين في مونتوبان قرب تولوز في 15 مارس اذار كان اسم مراح على قائمة من 20 شخصا للمخابرات الداخلية يتعين مراقبتهم عن قرب في منطقة بجنوب غرب فرنسا. لكن يبدو ان الجهاز فقد أثره.وتمكن المحققون من تعقبه يوم الثلاثاء اليوم التالي لقتله ثلاثة اطفال وحاخاما بالرصاص عند مدرسة يهودية في تولوز. وقال وزير الداخلية كلود جيان إنه تم تحديد هوية مراح عندما حلقت طائرة هليكوبتر فوق منزله وخرج لينظر من النافذة.وقال جيان في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو ستنشر غدا السبت إنه لا يمكن استجواب أناس لاعتناقهم أفكارا إجرامية.وأضاف "لم تظهر عليه أو على اي ممن تردد عليهم قط أي علامة على كونهم يشكلون خطورة".