حذرت ابرز الصحف الرسمية الصينية اليوم الثلاثاء من أن خطط الولاياتالمتحدة لتعزيز وجود قواتها البحرية في منطقة أسيا-الباسفيك تهدد بتوسيع الخلافات بين البلدين.ويأتي هذا التحذير الذي نشرته صحيفة الشعب اليومية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم في الصين وصحيفة جيش التحرير -وهي الصحيفة الرئيسية التي تصدرها القوات المسلحة الصينية- في أعقاب تعليقات أكثر اعتدالا صدرت عن وزارة الخارجية يوم الاثنين.وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يوم السبت أن البنتاجون سيعيد نشر قواته البحرية بحيث تتمركز 60 بالمائة من سفنه القتالية في منطقة آسيا-الباسفيك بحلول نهاية العقد الحالي ارتفاعا من حوالي 50 بالمائة حاليا.ومرددا تطمينات صدرت عن مسؤولين آخرين في إدارة اوباما قال بانيتا أن هذه الخطط لا تهدف إلى احتواء الصين التي آثار تطويرها السريع لقواتها البحرية مخاوف بين جيرانها. لكن صحيفة الشعب لم تقبل ذلك.وقالت الصحيفة التي تعكس اتجاهات التفكير الرسمي في بكين "الرأي السائد في أرجاء آسيا-الباسفيك لا يعتقد أن إستراتيجية الولاياتالمتحدة للعودة إلى آسيا-الباسفيك لا تستهدف الصين.. ذلك شيء واضح يمكن للجميع أن يروه."وأضافت قائلة في تعليق "تنفي الولاياتالمتحدة شفويا أنها تسعى لاحتواء صعود الصين لكن مع قيامها بإنشاء منظومة أمنية جديدة عبر آسيا-الباسفيك فإنها تجعل من الصين هدفا لها بشكل ثابت. "هذه الإستراتيجية حافلة بالمتناقضات وستزيد بلا شك التعقيدات في الترتيبات الأمنية في آسيا-الباسفيك بل إنها قد توجد انقسامات."وتعليقات صحيفة الشعب أكثر حدة من تعليقات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين الذي رد على إعلان بانيتا بأن قال أن الصين تأمل بأن تحترم الولاياتالمتحدة مصالحها الإقليمية ووصف الخطوات التي أعلنها البنتاجون بأنها "خارجة عن سياق الزمن".ونقلت صحيفة جيش التحرير عن باحث بالجيش الصيني قوله "بعد أن يكتمل هذا النشر والتعديل العسكري (الأمريكي) الجديد فان شدة التدخل الأمريكي في شؤون آسيا-الباسفيك ستزيد بالتأكيد." وأضاف هان شودونغ الباحث بجامعة الدفاع الوطني في الصين قائلا "هذا الاتجاه سيزيد مخاوف الناس من أن الولاياتالمتحدة تستخدم هيمنتها العسكرية للتدخل في سيادة دول المنطقة."وتركز الصين على ضمان أوضاع مستقرة لعملية انتقال للزعامة في الحزب الشيوعي في وقت لاحق من هذا العام والتي سيجري خلالها تعيين رئيس جديدا خلفا للرئيس هو جين تاو.لكن تقارير قالت أن هناك خلافات بين بكين وواشنطن بشان مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى تايوان -التي تعتبرها الصين إقليما متمردا- وبحر الصين الجنوبي حيث تتصدى الصين لنزاعات كثيرة بشان جزر وبحار تطالب بها أيضا دول في جنوب شرق آسيا.وتؤيد الولاياتالمتحدة مقاربة متعددة الأطراف لحل تلك النزاعات وهو ما ترفضه الصين بدعوى انه تدخل في شؤون المنطقة.وقال تعليق صحيفة الشعب أن النهج الذي تسلكه الولاياتالمتحدة حافل بالمتناقضات.وأضافت الصحيفة قائلة عن السياسة الأمريكية "غياب التجانس بين الكلمات والأفعال علامة على الضعف وانعدام الثقة بل وحتى خداع النفس