أظهرت استطلاعات للرأي أن السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، أضعفت الدعم للولايات المتحدة، في الوقت الذي يستعد فيه أول رئيس أسود لخوض انتخابات رئاسية لولاية ثانية وسط تراجع شعبيته بالداخل، وبعض دول المنطقة. وجاءت نتائج المسح، الذي أجرته منظمة "بيو غلولب أتيتيود بروجكت،" متضاربة إذ بينت نجاح أوباما في تحسين صورة الولاياتالمتحدة التي رسختها إدارة الرئيس السابق، جورج بوش، ضمن الدول الحليفة لأمريكا، إلا أنها وجدت، في الوقت ذاته، إن سياساته المتبعة كان لها تأثير سلبي على شعبيته. وبشأن الهجمات بالطائرات دون طيار، التي صعد أوباما من استخدامها لملاحقة قيادات الحركات المسلحة في كل من اليمن والصومال وباكستان، أعرب نصف المشاركين في الاستبيان في 17 دولة، من إجمالي 21 دولة شملها المسح، عن معارضتهم لها، مقابل 62 في المائة من الأمريكيين من يؤيدون مثل هذه الهجمات الجوية. وجاء في تقرير المنظمة عن المسح، الذي شارك فيه أكثر من 26 ألف شخص في 21 دولة مختلفة: "تراجع الرضا عن سياسات أوباما بشكل كبير مقارنة بفترة توليه الرئاسة، وعليه تراجعت عموما الثقة به وتجاه الولاياتالمتحدة كنتيجة لذلك." وتباينت أراء المستطلعين حيال شعبية أوباما وتأثيرها على الولاياتالمتحدة، في أوروبا والشرق الأوسط، حيث انعكست سياساته سلباً تجاه أمريكا. ففي ألمانيا بلغت نسبة المستطلعين من لهم نظرة إيجابية تجاه أمريكا 52 في المائة، مقارنة ب31 في المائة إبان ولاية بوش، وارتفعت إلى 72 في المائة باليابان مقابل 50 في المائة. وفي مصر تراجعت النظرة الإيجابية تجاه سياسة الإدارة الأمريكية الراهنة من 22 في المائة إلى 19 في المائة. ومن حيث التوقعات بإعادة انتخابه رئيساً، أبدى معظم المستطلعين في أوروبا وبعض دول أمريكا اللاتينية دعمهم لتولي أوباما ولاية ثانية، وبلغت النسبة 92 في المائة بفرنسا، 89 في المائة بألمانيا، و72 في المائة بالبرازيل. وقال أندرو كوهت، رئيس منظمة "بيو للأبحاث" ومقرها واشنطن: "معظم المشاركين في الاستطلاع بالدول الحليفة يعتقدون بضرورة إعادة انتخابه." وانعكس المعدل ببعض دول المنطقة، إذ أبدى 76 في المائة من المستطلعين في مصر معارضتهم لانتخاب أوباما لولاية ثانية، وتراجع المعدل إلى 73 في المائة بالأردن. ووجد المسح كذلك أن مع معظم المشاركين بالاستطلاع يعتقدون بأن الصين، وليس أمريكا، هي القوة الاقتصادية الأولى بالعالم، وعبر عن ذلك مستطلع ببريطانيا بقوله: "إذا عطست الصين فسيصاب بقية العالم بالبرد." وفي المقابل، يعتقد معظم الصينيين بأن اقتصاد أمريكا هو الأكبر بالعالم.