اهتمت صحيفة لاكروا الفرنسية، بالتحول الجذري في العلاقة بين الحكومة الفرنسية الجديدة وبين الجالية المسلمة فى فرنسا فى ظل الحكومة الاشتراكية، لاسيما خلال شهر رمضان الكريم الذي شهد أكثر من حفل إفطار جمع بين مسئولين وبين أفراد للجالية المسلمة هناك، وهذا لم يكن معتاد خلال فترة رئاسة نيكولا ساركوزى الرئيس السابق.واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أن حضور السياسيين الفرنسيين عدد من الإفطارات مع الجالية المسلمة، ومحاولات الحكومة الجديدة لزيادة عدد المساجد وتغيير النظرة العنصرية للإسلام وحرصها على إحياء ما أسمته بالإسلام الفرنسي الذي تكون جذوره فرنسية، بمثابة نقطة تحول في السياسة الفرنسية ترتكز على احتواء جميع الجاليات والطوائف على رأسها المسلمة تحت لواء الجمهورية الفرنسية العلمانية، وكذلك محاولة من الحكومة الجديدة للاستفادة من أخطاء تسببت وفقاً لعدد من الأبحاث إلى خسارة ساركوزى.كما اعتبرت الصحيفة الفرنسية، أن حرص الحكومة على تدليل الجالية المسلمة في فرنسا الذي وصفته بالمبالغ فيه، يقف وراءه خوف الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، من الوقوع فى مأزق خسارة دعم الأقليات، وهو النهج الذي تتبعه مع الأقلية اليهودية على أراضيها.وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن هذا العام شهد شهر رمضان أعلى عدد حفلات إفطار التي تم تنظيمها، لافتة إلى حضور عدد كبير من السياسيين الفرنسيين إفطار الترحيب في المسجد الكبير في باريس ليظهروا التزامهم بعلاقة جديدة بين المسلمين وغير المسلمين في فرنسا بعد وصول الاشتراكيين في الحكم الذين خلفوا النظام اليمينى الذى خلاله مُنع ارتداء النقاب في الأماكن العامة، مما أثار حفيظة الجالية المسلمة وبحسب الصحيفة السبب الأساسي لخسارة الرئيس السابق نيكولا ساركوزى في صناديق الانتخابات.ولفتت الصحيفة الفرنسية، أن تهنئة الرئيس الفرنسي هولاند لإمام المسجد الكبير، دليل أبو بكر، بحلول شهر رمضان، تعتبر مؤشرا إيجابيا لاحتواء هذه الجالية التي أصبح عددها يفوق الملايين.وأضافت أن لقاء الرئيس فرنسوا هولاند بإمام المسجد الكبير الدكتور دليل بوبكر، الذي بحثا فيه عدة قضايا على رأسها تنظيم الإسلام في فرنسا وتدريب الأئمة وتجريم كراهية المسلمين والعنصرية، تزامن مع إعراب الإمام أبو بكر، عن تقديره للرئيس الفرنسي الجديد بسبب مناخ الهدوء والأمل الذي تأسس في فرنسا منذ انتخابه، خاصة بالنسبة للمسلمين في فرنسا.