تبادلت القوات الأردنية والسورية إطلاق النار على الحدود المشتركة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، فيما يعد أحدث تصعيد للتوترات بين عمان ودمشق. وأفاد مصدر أمني أردني بأن اشتباكات "قصيرة" اندلعت بين قوات البلدين في منطقة تل الشهاب، بعدما فتحت القوات السورية النار على نحو 300 لاجئ كانوا يحاولون الهروب إلى الأردن، وأصابت النار بطريق الخطأ قوات أردنية في تلك العملية. وردت قوات الجيش الأردني بإطلاق النار أيضا، بحسب المصدر، مما أدى إلى اندلاع معركة ضارية لمدة 10 دقائق بين الجانبين. وذكرت قناة "العربية" الفضائية السعودية أن جنديين أردنيين أصيبا خلال المواجهة، وهو ما نفاه المصدر الأمني والمسئولون الأردنيون. ونفى المتحدث باسم الحكومة الأردنية سامح المعايطة أن تكون أي اشتباكات اندلعت بين الجانبين، مشددا على أن النظام السوري فتح النار على لاجئين بالقرب من الحدود الأردنية، مما أسفر عن إصابة العديد منهم بما في ذلك طفل لقي حتفه لدى وصوله إلى مستشفى في مدينة الرمثا الحدودية الأردنية. ويشكل ذلك الحادث أول اشتباك واسع النطاق بين سورية والأردن ويأتي بعد أسبوع من إعلان عمان حالة الاستنفار العسكري في المنطقة الحدودية. وتنفذ دمشق حملة عسكرية منذ أشهر في المنطقة الحدودية للحيلولة دون هروب أقارب الجنود إلى الأردن، ويقول نشطاء إن الحفاظ على أفراد الأسر داخل سورية يعد ورقة الضغط الوحيدة في يد النظام لمنع عملية انشقاق شاملة في صفوف الجيش. وبالرغم من أن عشرات السوريين أصيبوا بجروح خطيرة في محاولتهم العبور إلى الأردن، فشلت حملة النظام السوري في الحد من تدفق اللاجئين الذين وصل عددهم إلى نحو ألف شخص في اليوم. وأصبحت قضية اللاجئين مسألة خلافية بين عمان ودمشق، حيث منح الأردن اللجوء لنحو 150 ألف سوري منذ بداية النزاع، بمن في ذلك منشقون عن الجيش ونشطاء من المعارضة.