دانت وزارة الثقافة التونسية الاعتداءات المتكررة التي ينفذها أنصار التيار السلفي على الفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء تونس، واصفة إياها بظاهرة غريبة على المجتمع التونسي "المعروف بوسطيته". وقالت الوزارة في بيان لها يوم 21 أوت: "على إثر إقدام بعض العناصر من التيار السلفي على الاعتداء (الخميس الماضي) على مهرجان الاقصى بمدينة بنزرت (شمال) وكذلك تواتر الاعتداءات على التظاهرات الثقافية في مناطق مختلفة من بلادنا، تدين وزارة الثقافة هذا المنزلق الخطير والغريب وتعتبر أن ما حدث ليس اعتداء على حرية التعبير والإبداع فحسب، وإنما ينذر باحتقان مذهبي غريب عن مجتمعنا التونسي المعروف بوسطيته وتسامحه واعتداله". ودعت الوزارة جميع الأطراف إلى "التصدي لمثل هذه الظواهر المتطرفة" و"محاسبة الأطراف المتورطة وعدم التسامح معها". قيادي في حركة "النهضة" الإسلامية يحذر من خطورة نشر الفكر الوهابي في تونس وفي سياق متصل حذر الشيخ عبد الفتاح مورو، القيادي البارز في حركة "النهضة" الإسلامية التي تقود الائتلاف الثلاثي الحاكم في تصريح لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة من "فتنة" بسبب قيام دعاة سعوديين بتنظيم دورات لنشر الفكر الوهابي المتشدد في تونس التي تعتمد المذهب المالكي. وردا على سؤال حول نشر علماء ودعاة سعوديين الفكر الوهابي، قال مورو: "نعم (هؤلاء) يأخذون شبابا ليس لديهم معرفة دينية سابقة وحديثي العهد بالصلاة ويعلمونهم قواعد الفكر الحنبلي (...) ويهيؤونهم لأن يصبحوا طابورا في بلدنا يدعو إلى استبعاد المذهب المالكي والفقه المالكي وإحلال المذهب الحنبلي محله". وأوضح أن الدعاة السعوديين ينظمون في تونس "دورات تكوينية مغلقة" تستمر ثلاثة أشهر ويدفعون مقابلا ماديا للشبان الذين يتابعونها لأنهم "ينقطعون عن أعمالهم" طوال الدورات. وقال مورو "هذا أمر خطير لا نرضاه (...) سيدخل علينا ارتباكا في وطننا (...) نحن لا مشكلة لدينا مع المذهب الحنبلي، لكن نحن في تونس لدينا وحدة المذهب المالكي، والإمام مالك أسبق (زمنيا) من الإمام بن حنبل (...) هذا باب فتنة إياكم يا توانسة منه".