أغلقت السلطات الباكستانية ولأول مرة أحدى منشآتها النووية الحيوية إثر تهديد إرهابي من قبل حركة طالبان الباكستانية. كما نقلت صحيفة " باكستان تربيون" الصادرة اليوم الخميس إن القيادة العسكرية والأمنية طوقت منشآة " ديرا غازي خان" بإقليم البنجاب، والتي تعتبر أكبر منشآة نووية باكستانية في هذه المنطقة.وأشارت مصادر أمنية باكستانية إلى أن المنشآة تحظى بنظام تأمين كبير وعال المستوى يرقى إلى المعايير الدولية في هذا المجال، ولكن بسبب التهديد الطالباني تم تعزيز الحراسة بداخل وخارج المنشآة، بل وقامت الأجهزة الأمنية بتطويق المنطقة وتمشيطها عبر عمليات تفتيش ومداهمة لأماكن يشتبه تواجد مسلحين بها من حركة طالبان.وتجدر الإشارة إلى ان مدينة ديرا غازي خان تعتبر من أحدى المدن الرئيسية في إقليم البنجاب وتتخذها حركة طالبان الباكستانية كمقر لقياداتها المركزية ولشن عملياتها المسلحة ضد القوات الأمنية والعسكرية الباكستانية، وتشمل هذه المدينة أكبر المنشآت النووية الباكستانية .و كشف مسؤول عسكري باكستاني يعمل بداخل المنشآة ومشرف بهيئة الطاقة الذرية الباكستانية، فضل عدم الكشف عن هويته، أن الوحدة الخاصة والرئيسية لإنتاج الوقود النووي والذي يمد منشآت عسكرية ومدنية تبعد نحو 40 كم عن مقر المنشآة الرئيسي بالمدينة المذكورة تشمل أيضا وحدة خاصة لفحص اليورانيوم وتحويله إلى هيكسوفلورايد يوارنيوم.ومن جانبه أشار مسؤول في الشرطة العسكرية بإقليم البنجاب الباكستاني، أيضا لم يفصح عن هويته، إلى أن التهديد الذي تمكنت من رصده الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الباكستانية خطير وأن هناك احتمالات ثمانين في المئة من حدوثه وتعرض هذه الترسانة لتهديد خطير من قبل مسلحي طالبان الباكستانيين. وعن تفاصيل المعلومات الاستخباراتية كشف المسؤول أن جهاز الاستخبارات العسكري الباكستاني نجح في رصد مكالمة من أحد قادة طالبان حيث تحدث القيادي عن انهاء الاستراتيجية التي سيتم بها مهاجمة منشأة ديرا غازي خان النووية وتشمل الخطة استهداف المنشأة بسيارات تحمل انتحاريين يقومون باقتحام الترسانة النووية من عدة جهات.وأكد المعلومات تشودري سليم رئيس شرطة المنطقة مشيرا إلى أنه تلقى تعليمات من القيادات الاستخباراتية والعسكرية برفع حالة التأهب الأمني في المدينة والقيام بمداهمات لاعتقال مشتبهين متواجدين في مناطق قرب ديرا خان وقرى مجاورة. ولم يتحدث عن اعتقال أشخاص حتى الآن.وأردف المسؤول الباكستاني قائلا بأن الشرطة تلقت تعزيزات عسكرية من القوات الخاصة التي تم نقلها من مقر الجيش بمدينة ملتان وتم تعزيز كل المداخل والمخارج المؤدية لهذه المدينة خلال الأربعة وعشرين ساعة الماضية.ويشار إلى أن الحركة قد هددت بعد هجومها على قاعدة كمرا الجوية منذ أسبوعين تقريبا، بأنها ستنتقم لمقتل قائد الحركة لمنطقة البنجاب الجنوبية الذي قتل في الهجوم ويدعى عبد الغفار قيصراني.