تعددت أساليب الانتحار بعد تفشي هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع السوفي المعروف بطبيعته المتماسكة والمترابطة، ولا نخوض هنا في الظاهرة التي تحتاج بحثا ودراسة عن أسبابها وخلفياتها وسبل علاجها، بل ما يهمنا انتشار ظاهرة الانتحار بالصعقات الكهربائية كوسيلة متوفرة للجميع، وفي أي مكان. وتفيد الإحصائيات التي بلغت "النهار" من مصادر الحماية المدنية، بتسجيل ثلاث حالات، بينها 2 منفذة وحالة تم إنقاذها، وتخص الحالة الأولى رجلا من غمرة، بلدية قمار، تسلق عمودا كهربائيا إلى أن لامس السلك، وكان يصرخ "أوصيكم خيرا بقطاع غزة ولا تفرطوا فيه"، وكان شديد التأثر بما يتعرض له الفلسطينيون في القطاع، أما الحالة الثانية فهي لشاب قبل أسبوعين بحي القارة، تسلق عمودا للانتحار، غير أن سرعة تدخل أعوان الحماية المدنية حال دون النهاية الحتمية لمثل هذه الحالات. أما الحالة الأخيرة فقد حدثت قبل يومين قرب النزل المالي بمركز المدينةالوادي، لشاب عمره 35 سنة، تسلق عمودا إلى الأعلى ثم لامس السلك فألقى به إلى الأسفل لينقل جثة إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى الشط. المتابعون لمثل هذه الحوادث أوضحوا أن أسلوب الانتحار بالتيار الكهربائي هو أسوأ درجات اليأس التي بلغها المنتحر، فيما طالب آخرون من "سونلغاز" تغليف الكوابل لتفادي الانتحار بها.